لبنان يتمسك بثوابته أمام هوكشتاين.. لتطبيق القرار ١٧٠١ وليس تعديله!.. غسان ريفي

إصطدم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي جاء الى لبنان حاملا معه القرار “١٧٠١ بلاس” وفقا للرؤية الأميركية الاسرائيلية، بالموقف اللبناني الرسمي الذي أبلغه إياه الرئيسان نجيب ميقاتي ونبيه بري وهو أن الأولوية لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١ بشكل متوازن ونشر الجيش في الجنوب بعد بعد دعمه عتادا وعديدا.

ربما لم يستطع هوكشتاين التمادي في طرح الرؤية التي يحملها، خصوصا أنه يعلم حساسية الوضع اللبناني، ويدرك صلابة الموقف الرسمي الذي وضع حدا لأي تمادٍ غربي يتم التعاطي من خلاله مع لبنان ومقاومته بمنطق المهزوم.

لذلك، فقد قطع الرئيس ميقاتي الطريق على أي طرح لا يصب في مصلحة الوحدة الوطنية، ودخل الرئيس بري في تفاصيل التفاصيل واضعا الملاحظات والتعديلات اللبنانية التي سيحملها هوكشتاين الى الجانبين الأميركي والاسرائيلي.

الرئيس بري وصف اللقاء بأنه جيد ويمكن البناء عليه، وهذا يعني أن المباحثات تركزت على تطبيق القرار من وجهة النظر اللبنانية التي تقضي بتحصين القرار ١٧٠١، وليس تعديله، في حين أكد هوكشتاين أن “هذا القرار لم يطبق من قبل الطرفين اللبناني والاسرائيلي”، وبالتالي يفترض أن يلتزم الطرفان به في المرحلة المقبلة وهذا ما يريده لبنان الساعي الى وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى.

واللافت أن زيارة هوكشتاين الى لبنان ترافقت مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، حيث عاشت الضاحية الجنوبية أسوأ ليلة منذ بدء العدوان، ما يشير الى أن العدو حاول الضغط على لبنان بالنار من أجل الرضوخ لرؤيته التي يريد من خلالها أن يرسم صورة إنتصار، وذلك بعكس وقائع الميدان التي تمنع الجيش الصهيوني من التقدم برا الى البلدات الجنوبية، والتي تلهب المستوطنات بصليات الصواريخ والمسيرات التي أصابت واحدة منها منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

لا شك في أن زيارة هوكشتاين في هذا التوقيت تشير الى أمرين، الأول، رغبة أميركية بوقف الحرب قبل الانتخابات الرئاسية، وبقطع الطريق على توسع الحرب على الصعيد الاقليمي في حال ردت إسرائيل بشكل عنيف على إيران، والثاني، هو أن أميركا تدرك أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها في هذه الحرب وهي بدأت تُستنزف بشكل كبير بفعل عشرات الاصابات اليومية التي تلحق بضباطها وجنودها الذين تعج بهم مستشفيات الكيان.

بإنتظار أن يعود هوكشتاين من الكيان الغاصب بالرد الاسرائيلي، قد يشهد لبنان المزيد من الاعتداءات بالحديد والنار، خصوصا أن التجارب السابقة نؤكد أن العدو يضاعف من هجماته وعدوانه في حال كان هناك نية لوقف إطلاق النار.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal