استهداف اليونيفيل.. تمهيد إسرائيلي للسيطرة على مواقعها!.. ديانا غسطين

في تصعيد جديد وخطير، استهدف جيش العدو الإسرائيلي بنيران مباشرة قوات حفظ السلام “اليونيفيل” المتمركزة عند الخط الأزرق على الحدود اللبنانية الفلسطينية. اللافت في الامر، ان الاعتداء تزامن مع دعوة سفير كيان الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون لنقل مركز قوات “اليونيفيل” لمسافة 5 كيلومترات شمالا بحجة تجنيبها خطر الاستهداف.

استهداف اليونيفيل، والذي يعد انتهاكاً للقانون الانساني الدولي، أثار موجة تنديدات واستنكارات عربية ودولية. الا انه فتح الباب امام اسئلة مشروعة لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع، حول الاسباب الكامنة وراء هذا الاعتداء المباشر.

في السياق، تشير المعطيات الى ان الاستنكارات الدولية للهجوم على اليونيفيل قد لا تعني الدفع اكثر بإتجاه وقف لاطلاق النار في لبنان، خاصة وان الولايات المتحدة الاميركية ستستخدم حق النقض “الفيتو” ضد اي قرار يدين اسرائيل في الامم المتحدة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية، اذ يسعى كل من المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس الى حصد اكبر عدد من اصوات الداعمين لاسرائيل.

الى ذلك، بات واضحاً ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تخطى مرحلة التحريض ضد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والذي وصفه بأنه “شخص غبر مرغوب فيه”، الى المنظمة واجنحتها، الى مرحلة المحاربة العسكرية، وبعد استهداف مكاتب ومدارس وموظفي الاونروا في غزة، انتقل الى اطلاق النار المباشر على قوات اليونيفيل المتواجدة في لبنان. وبحسب المعطيات، فإن طلب نتنياهو بسحب اليونيفيل من الجنوب او على الاقل تراجعها لمسافة خمسة كيلومترات عن الحدود، هو لرفع المسؤولية عن قواته لدى تنفيذها اي اعتداء بحق جنود حفظة السلام. ناهيك عن رغبة نتنياهو بالسيطرة على مواقع اليونيفيل كونها تعد استراتيجية في المعنى العسكري.

وفي سياق متصل، فإن رغبة نتنياهو في تعديل عمل قوات اليونيفيل لتتخطى المهام المذكورة في القرار الاممي ١٧٠١، اما عبر تعديلها او عبر اصدار قرار جديد بموجب الفصل السابع، شكل ذريعة اضافية لاستهدافها. كل هذا ضمن خطة ممنهجة وضعها الاسرائيليون بهدف الضغط على قوات اليونيفيل لاجبارها على اخلاء مراكزها ما يعطيهم فرصة السيطرة على كامل المنطقة الحدودية.

اذاً، وفيما اضحى مؤكدا ان همجية واجرام بنيامين نتنياهو وحكومته لا حدود لهما، غير ان ما يتم التخطيط له لن يؤتي بثماره المرجوة لكيان الاحتلال، حيث فشل الرهان على ضعف حزب الله بعد استشهاد امينه العام السيد حسن نصر الله وعدد من قادته الكبار، وها هي المقاومة تستعيد السيطرة على الميدان بعد لملمة جراحها، وتعيد تعبيد طريق النصر  بدماء طاهرة روت ارض لبنان من الجنوب الى الشمال.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal