الاعتداءات الاسرائيلية تساوي “صفر” في معادلة الميدان!.. غسان ريفي

فشلت إسرائيل في محاولة إغتيال مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا في الغارة التي شنتها على منطقتيّ النويري والبسطة الفوقا في العاصمة بيروت (بحسب المعلومات) وهي الثالثة التي تشنها خارج نطاق الضاحية الجنوبية بعد منطقتيّ الكولا والباشورة منذ بدء العدوان المفتوح على لبنان.

نجا وفيق صفا، لكن إسرائيل إرتكبت مجزرة مروّعة بحق المدنيين أسفرت عن إرتقاء أكثر من ٢٢ شهيدا معظمهم من النساء والأطفال ومن بينهم عائلة كاملة مؤلفة من ثمانية أشخاص من “آل نجدي” نزحت من بلدة صريفا الجنوبية قبل أيام بحثا عن منطقة أكثر أمنا وأمانا.

العدوان الاسرائيلي الجديد على العاصمة بيروت وإرتقاء الشهداء الذين تقطعت أوصالهم لا سيما من الأطفال، جاء بالتزامن مع إنعقاد مجلس الأمن الدولي لمناقشة العدوان الاسرائيلي على لبنان من دون التوصل الى صيغة تساهم في وقف إطلاق النار والذهاب نحو الخيار الدبلوماسي أو في ردع العدو عن إستهداف المدنيين، في ظل عجز كامل لأعضائه عن حماية شعب لبنان من هذه الوحشية الصهيونية.

لا شك في أن هذا العدوان الجديد على بيروت، يؤكد أن إسرائيل تريد التغطية على فشلها في الميدان عند الحدود اللبنانية الفلسطينية وفي تحقيق أهداف الحرب، بمزيد من الاغتيالات لمسؤولين من حزب الله، واذا كانت باكورة هذه العمليات كانت محاولة فاشلة لإغتيال الحاج وفيق صفا، فهذا يعني ان الاتجاه لدى العدو هو المضيّ في تصفية المسؤولين السياسيين في الحزب، وبالتالي إستغلال اسرائيل ذلك في ضرب أي مكان تشك بوجود أحد المسؤولين فيه ما سيؤدي الى ارتكابها المزيد من المجازر على غرار ما إرتكبته في منطقتيّ النويري والبسطة.

بعد الصدمة وخيبات الأمل التي لحقت بالعدو الاسرائيلي جراء إستيعاب حزب الله لكل الضربات التي وجهها اليه في النصف الثاني من شهر أيلول الفائت على صعيد إغتيال أمينه العام الشهيد وقياداته العسكرية ومجزرتيّ البايجر والاجهزة اللاسلكية، ومن ثم عودته السريعة لتسلم زمام المبادرة وإحتفاظه بالقيادة والسيطرة، وإستهدافه العمق الاسرائيلي بصليات الصواريخ وإصابته الأهداف الموضوعة، إضافة الى تصديه البطولي لمحاولات التوغل البري وإلحاقه خسائر كبرى في صفوف الجيش الصهيوني من ضباط وجنود ودبابات وآليات ومراكز، يبدو أن العدو قرر القيام بمزيد من الاغتيالات في اطار سعيه لضرب بنية حزب الله وكبدل عن إنجاز ضائع في الميدان وللتغطية على الفشل في تقديم صورة إنتصار بعد نحو عشرة أيام على إعلانه بدء الاجتياح للشريط الحدودي.

وفي هذا الاطار، يحرص العدو على أن يلعب على الأمور النفسية والمعنوية سواء لدى المجتمع الاسرائيلي أو لدى بيئة المقاومة التي عبثا يحاول الضغط عليها بالقصف والقتل والتدمير والاغتيالات، في حين لا يتوانى العدو عن فبركة الأفلام والصور على الحدود لرفع المعنويات المنهارة في الداخل الاسرائيلي الخائف على مصيره.

ولعل ما نشره الناطق باسم الجيش الاسرائيلي من فيديوهات تُظهر دخول جيش العدو الى أحد المنازل على الحدود ومحاولته الايحاء بالتقدم نحو البلدات الجنوبية، هو أمر يدعو للسخرية خصوصا أن الفيديو يقتصر على تواجد الصهاينة داخل المنزل من دون تحديد المكان أو تصوير المداخل أو المحيط الذي يتواجد فيه، علما أن هناك المئات من المنازل المبنية على الشريط الحدودي والدخول الى أي منها في حال كان صحيحا لا يعني الدخول الى عمق البلدات الجنوبية التي ما تزال بعيدة جدا عن أن يدنسها جيش العدو.

يمكن القول، إن كل ما تقوم به إسرائيل اليوم من إعتداءات وقتل ومحاولات إغتيال وفبركة أفلام لرفع المعنويات يساوي “صفر” في معادلة الميدان الذي تعود الغلبة فيه لرجال المقاومة الذين تُلهب صليات صواريخهم العمق الاسرائيلي، وتُلحق بسالتهم أفدح الخسائر بجيش العدو العاجز عن تحقيق هدف التوغل كما هدف اعادة النازحين المستوطنين الى منطقة شمال فلسطين المحتلة!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal