السيّد الشهيد.. الرجل الاستثنائي بين الأمناء العامين لحزب الله!.. ديانا غسطين

ساعات ثقال عاشها اللبنانيون منذ بعد ظهر يوم الجمعة في السابع والعشرين من أيلول الجاري وحتى ظهر اول امس السبت، عندما اعلن حزب الله استشهاد امينه العام السيد حسن نصر الله جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر قيادة الحزب في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

السيد نصر الله هو ثالث الأمناء العامين للحزب الذي تأسس اثر الاجتياح الإسرائيلي للجنوب في العام ١٩٨٢، وانطلقت اعماله رسمياً في ١٦ شباط ١٩٨٥. فمن هم الأمناء العامون للحزب ولماذا كان السيد نصر الله على هذا القدر من الأهمية؟

تولى الشيخ صبحي الطفيلي الامانة العامة لحزب الله رسمياً بعد تأسيسه سنة ١٩٨٩، لولاية امتدت لسنتين حتى العام ١٩٩١. والطفيلي المتحدر من بلدة بريتال البقاعية، هو شيخ بعمامة بيضاء.

الامين العام الثاني للحزب، كان الشيخ عباس الموسوي الذي انتخب خلفاً للطفيلي سنة ١٩٩١، وهو “سيّد” بعمامة سوداء ابصر النور عام ١٩٥٢ في بلدة النبي شيت البقاعية، ودرس العلوم الاسلامية في النجف العراقية. وقد اسّس الموسوي لمرحلة جديدة في حزب الله قوامها المؤسسات الخدماتية الى جانب القتال ضد اسرائيل التي اغتالته مع عائلته بغارة جوية استهدفت سيارته في طريق عودته من المشاركة في احياء الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الشيخ راغب حرب في ١٦ شباط ١٩٩٢.

وشكل اغتيال السيد عباس الموسوي نقطة تحوّل في مسار المواجهات مع العدو الاسرائيلي، اذ بعدها تخطت صواريخ المقاومة الاراضي اللبنانية المحتلة لتشمل المستوطنات الاسرائيلية شمال فلسطين المحتلة.

ثالث الامناء العامين للحزب، هو ابن البازورية، الذي تلقى دروسه الاسلامية في النجف الأشرف حيث التقى بالسيد عباس الموسوي، فكان الاخير بمثابة اب روحي له. هو  “السيّد المعمّم” حسن نصر الله، ابن الاثنين والثلاثين عاماً، الذي انتخبه مجلس شورى الحزب اميناً عاماً له خلفاً للسيد عباس الموسوي.

في عهده الذي امتد اثنين وثلاثين سنة، تحوّل حزب الله ليصبح من اكبر القوى العسكرية والاكثرها نفوذاً في الاقليم. وقد شهد الحزب في عهده تحولاً في مساره السياسي حيث دخل مجلس النواب اللبناني في الانتخابات النيابية التي جرت عام ١٩٩٢، اضافة الى دخول السلطة التنفيذية عبر المشاركة في الحكومة بدءا من العام ٢٠٠٥.

نصف عمره بالتمام والكمال امضاه السيد نصر الله في الامانة العامة لحزب الله، واجه خلاله العدو الاسرائيلي بمختلف الطرق، قدم نجله الاكبر هادي شهيداً سنة ١٩٩٧، حرّر الجنوب عام ٢٠٠٠، وكان عرّاب نصر تموز ٢٠٠٦، الذي اظهر ضعف الجيش الاسرائيلي واذلّه على ارض الجنوب. واستمرّ في الدفاع عن القضية الاسمى “فلسطين” الى ان اغتالته اسرائيل بهجوم استهدف مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة ٢٧ ايلول الجاري.

 اذاً، ثلاثة امناء عامين تعاقبوا على قيادة حزب الله منذ تأسيسه، الا ان “الكاريزما” التي تمتع بها “الشهيد” السيد حسن نصرالله جعلت له مرتبة مميزة في صفوف الناس سواء اتفقوا او اختلفوا معه سياسياً.

يبقى بحكم المؤكد انه كائناً من سيكون خليفة السيد نصر الله في الامانة العامة لحزب الله، فإن الرجل الاستثنائي “السيد حسن” لن يكون له ثانٍ، فهو سيّد الانتصارات، القائد الذي استشهد فداء لقضيته.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal