ماذا وراء خفض ايران نبرتها بوجه واشنطن؟.. بقلم: العميد منذر الايوبي

بصرف النظر عما تملكه او تسعى اليه دولة الاحتلال من قدرات عسكرية هائلة ومزراب الدعم الاميركي اللوجستي اللا ينضب معينه فإن مختبراتها البحثية تبقى محورية دافعة توغل اطقمها العلمية من متخصصي الحرب السيبرانية في مسالك تطوير برمجيات متفوقة لصالح اجهزتها الاستخباراتية تلبي متطلباتها المفتوحة غير المسبوقة جرميآ، خلفية إستباحة كل المحرمات وقواعد الحرب المكرسة بضوابط اخلاقية ..! 

كما ثبُت مد اذرعها الامنية على مستوى دولي تأسيسآ لشبكة شركات معقدة تؤدي مهامآ يصعب وضعها تحت الشبهات سواء في اصطياد (بيع وشراء) تجهيزات مصنعة مبتكرة متقدمة، ام لجهة تطويع خبراء من جنسيات مختلفة يُفرض عليها التعاون وتنفيذ مهام التجسس الصناعي سواءً ترغيبآ ام ترهيبآ..

تاليآ، على خلفية العدوان المتعدد الاختصاصات والوسائط عسكريآ، تكنولوجيآ، سيبرانيآ الخ..” منذ بداية الاسبوع الماضي، فما رمى اليه مزدوج الهدف:

-صدمة نفسية اقتحامية متكررة خمس، هدف إسقاط ولاء البيئة الحاضنة لحزب الله، سيما بعد ثبوت عمق الخروقات الامنية..

-ضربة قاسية للجسم الامني العسكري والقيادي لحزب الله ادت الى عدد هائل من ضحايا مدنيين كما الذين حيدوا بالإعاقة..!

-تهجير سكان بلدات خط الجبهة الامامي وصولآ الى عمق 10 Km يفرض موجة نزوح كثيفة نحو مناطق الشمال الجغرافي..

-تدمير البنية الصاروخية او شَّل قدراتها بما في ذلك أطقم تشغيلها..!

في السياق، جعل بنيامين نتنياهو عودة سكان الشمال المحتل الى مستوطناتهم ضرورة ديمومة حياته السياسية تتزامن مع استراتيجية فرض تراجع المقاومة إلى شمال الليطاني عبر تعديلات لبنود القرار ١٧٠١ يمنح دورآ قتاليآ او ردعيآ لقوات الطوارئ في الجنوب، يتوازى مع تفعيل مهام الجيش اللبناني وتحميله مسؤولية اي خرق عسكري حدودي..! هنا لا بد من الاشارة الى تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بعد وضعه تحت مقصلة الاقالة: (بدأنا مرحلة جديدة في الحرب مع لبنان “أن إسرائيل تفتح مرحلة جددة من الحرب مع تحريك مركز الثقل نحو الشمال..الخ”..

من جهة اخرى، لا يمكن اعتبار التحولات الدولية مفصلية حتى الآن، رغم لغط المفاوضات القائمة على خط طهران – واشنطن العابرة عاصمتي سلطنة عمان ودولة قطر سواءً مباشرة ام بصورة غير مباشرة؛ ليكن السؤال: هل تخلت ايران عن الالتزام الاستراتيجي مساندة حلفاءها في الاقليم..؟ ام ان وراء الأكمة ما وراءها..! يقين طهران لا ريب فيه، اذ لا حليف اقليمي وازن يدعم تمددها الجيوسياسي كما يشاركها ايديولوجيا الثورة الاسلامية والوقوف بوجه اسرائيل سوى حزب الله في لبنان..! ما يعني وفق المنطق الاستراتيجي ان لا ساعة تخلٍ كما لا تسوية آحادية مع الولايات المتحدة محسومة بخواتيم مضمونة ان لم تشمل الاذرع الايرانية في الاقليم وساحاته المشتعلة، اما همجية العدوان على لبنان فتصب في خانة خربطة مشروع التسوية التي تحاك وان على لهيب مشتعل..!

تماشيآ مع ما تم ذكره، عمومآ بين السلطة السياسة والقيادة العسكرية بون شاسع، التناقض لا يعني خلافآ بل اختلاف تكتيكي مع حفاظ على مصالح الدولة العليا؛ فكيف في اوتوقراطية دينية مثل ايران..؟ علمآ ان خفض الاخيرة لهجتها العدائية بحق واشنطن أُسنِد الى استعداد لإرساء مسار التوازن الاستراتيجي الايجابي بينها وبين عملاقي الشرق (روسيا والصين) وفق فكر الإمام الخميني:”إن نهج الجمهورية الاسلامية يجب ان يكون مستقلآ عن الشرق والغرب كيلا يقع البلد في ايدي الاجانب والأعداء”..!

من زاوية اخرى.. شكل الحراك الديبلوماسي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وكلمته الهامة امام اعضاء مجلس الامن الدولي نقطة تقاطع مع ما كشف عنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي (ان مساعٍ جدّية مع أطراف دولية في مقدمتها الولايات المتحدة للَجْم التصعيد الإسرائيلي، مضيفاً أن الساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة)..! بالتالي فالآمال معقودة على ما يصدر اليوم عن مجلس الامن لجهة تبني مشروع القرار الفرنسي يفرض وقفآ لإطلاق النار ولو مرحليآ على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة بالتزامن مع وضع آلية جديدة لتطبيق القرار الاممي 1701 تضمن استقرارآ لا استسلام، وبدء محادثات ترتيبات اليوم التالي لقطاع غزة ..!

الكاتب: العميد منذر الأيوبي

عميد متقاعد.. كاتب وباحث


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal