النزوح إلى سوريا.. أين يتمركز اللبنانيون؟

كتب موقع العربية:

في منطقة الكولا وعلى بُعد عدّة كيلومترات من الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفت فيها إسرائيل على مدى الأيام الماضية قادة ومسؤولين من “حزب الله”، وعلى وقع التصعيد الأخير في جنوب لبنان، ينتظر عدد كبير من النازحين السوريين الحافلات لتقلّهم إلى الداخل السوري بعدما اتخذ العديد منهم قرار العودة إلى بلدهم عقب سنواتٍ طويلة من اللجوء في لبنان، هرباً من القصف الإسرائيلي الذي تصاعدت وتيرته خلال هذا الأسبوع.

ورغم قرار الهروب والعودة إلى بلدهم، اشتكى العديد من السوريين الراغبين في العودة من ارتفاع بدل أجرة الركّاب، إذ تفرض شركات النقل أسعاراً باهظة تصل إلى مبلغ 350 دولاراً أميركياً على الشخص الواحد للوصول إلى مدينة إدلب السورية، وفق ما كشف لـ”العربية.نت” سائق ولاجئ عادت عائلته إلى المدينة الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.

استثناءات محدودة
وأكد بعض المسافرين أن “التسهيلات على الجانب السوري في المعبر الحدودي، لم تتغير ولا تزال الإجراءات كما كانت قبل الحرب، باستثناء فرض دفع مئة دولار على كل السوريين العائدين إلى البلد”، لافتين إلى أنه “قد يعفى من دفع هذا المبلغ كل من ليس لديه أي أغراضٍ أو أثاث أو جاء مشياً على الأقدام مع أهله، ولكن أغلب الناس لا يتم إعفاؤهم من الدفع، إلاّ بعض الأشخاص الذين يتضح عليهم أنهم فقراء”، وفق ما وصف عدة سوريين عادوا مؤخراً من بيروت إلى مدينة حلب.

كما أشار أحد اللاجئين إلى أنه “لا يمكن القول إن هناك تسهيلات للعودة، لكن هناك تسريع لمعاملات الدخول لأكبر عدد ممكن من القادمين فقط”.
أما بالنسبة للخدمة الإلزامية بالجيش السوري، والتي على إثرها يرفض الآلاف من الشبان السوريين العودة، أوضح شاب عائد إلى إدلب أن “الشبان يدخلون على الحدود ويقولون لهم راجعوا شعبة التجنيد بعد ثلاثة أو خمسة شهور، لأن المدة الخارجية للعفو كانت ستة أشهر، لذا فإن الموضوع بهذا الجانب جيد نوعاً ما، ولا يتم إمساك أو إيقاف أي من العائدين. وهذا الإجراء كان يطبق قبل الحرب أيضاً لكنه بات يأخذ حيّزاً مهماً الآن”.

وعن موضوع الازدحام، أكد لاجئ آخر “أن الزحمة قد تصل إلى كيلومترات على الحدود، خاصة على معبر جديدة يابوس”، مشددا على أن “الموضوع صعب جدا ومعقد بسبب كثافة أعداد العائدين”.

كما أوضح أن “موضوع المئة دولار يتسبب بمشكلة أيضاً” وقال: “حين دخلنا الحدود كان محافظ ريف دمشق هناك يتفقد الناس، فاشتكوا من مسألة دفع مئة دولار لأن هناك نازحين ليس لديهم هذا المبلغ، خاصة أن أغلبهم خرجوا هرباً من القصف ولا يملكون هذا المبلغ”.

وعلى وقع التصعيد الإسرائيلي في لبنان، فرّ آلاف اللبنانيين والسوريين على حد سواء إلى سوريا، وبلغ عددهم حتى الآن أكثر من 27 ألفاً.

فيما ارتفع الازدحام على المعابر الحدودية بين البلدين مع تواجد آلاف الحافلات، وفق ما أكدت مصادر مطلعة للعربية.نت.

وتوجه معظم اللبنانيين إلى ريف دمشق، في حين توزع السوريون على مختلف المحافظات.

لكن هناك آلاف العائلات السورية التي نزحت من جنوب لبنان إلى بيروت دون أن تتخذ قرار العودة، بل توجهت معظم هذه العائلات إلى منازل أقاربها في أحياء بيروت مثل برج حمود والدورة وسن الفيل والدكوانة.
(العربية)


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal