ما فرّقته السياسة جمعه الوطن .. الطرابلسيون يفتحون قلوبهم وبيوتهم لابناء الجنوب!.. صبحية دريعي

أكثر من 16 ألف شخص نزحوا من القرى الجنوبية جراء الإعتداءات الاسرائيلية الجنونية وإطلاق الصواريخ الثقيلة التي ألقتها الطائرات الحربية ما ادى الى استشهاد أكثر من 500 شخصا بينهم 35 طفلا ونحو 60 إمرأة وإصابة نحو ألف وسبعمئة شخصا.

لم يكن هذا النزوح نزوح خوفٍ او خسارة إنما مقاومة من نوعٍ آخر واختبار في الوطنية والتعاضد في وطنٍ اجتمع أبناؤه على مساندة بعضهم البعض.

كثيرون غادروا بيوتهم على عجل من دون أن يتمكنوا من جلب أغراضهم ومنهم من نجوا بأعجوبة، إثر سقوط صاروخ على منزلهم بعد دقائق معدودة من خروجهم، ومنهم من عاشوا لحظات الهلع والرعب.

في مشهد وطني تضامني فتح ابناء المناطق الآمنة قلوبهم ومنازلهم لأبناء القرى الجنوبية حيث باشرت الجمعيات واللجان المحلية عمليات التنظيف واستقبال التبرعات والتشبيك مع المنظمات غير الحكومية كما سارع ناشطون لبنانيون الى افتتاح صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، لتأمين مساكن للنازحين من الجنوب والضاحية.

طرابلس كسائر المناطق اللبنانية، استعدت لاستقبال النازحين اذ شهدت المدينة جواً من التضامن والتحضير لتأمين أماكن سكنية حيث فتحت العديد من المدارس الى جانب المعهد الفندقي في ميناء طرابلس كما قامت إدارة فندق “معرض رشيد كرامي الدولي” بفتح أبوابه أيضاً وكذلك بلدية دير عمار التي أنشأت خلية أزمة لمواكبة التطورات شأنها شأن سائر القرى والبلدات الشمالية.

يقول مدير المعهد الفندقي الدكتور خليل خليل، لسفير الشمال: “اختارت هيئة ادارة الكوارث المعهد الفندقي ليكن مركز إيواء لأهلنا القادمين من الجنوب، ولدينا اليوم حوالي 40 غرفة، كل غرفة تتسع لست اشخاص وقد بدأنا اليوم منذ ساعات الصباح بتنفيذ خطة الاستيعاب والتحضير واصبحنا شبه جاهزين”

وتابع: “نستطيع أن نبدأ ب 250 شخصا وسنقوم بالتواصل مع الجهات المعنية لنرى ما اذ كان هناك امكانية لاستيعاب عدد اكبر”.

وحول المستلزمات اليومية، اشار الى ان “المياة مؤمنة ونعمل على تأمين الكهرباء وفيما يخص الفرش والأغطية هناك العديد من المنظمات غير الحكومية تعمل على تأمينها كالصليب الأحمر و اليونيسيف”.

وختم: “لأهلنا الجنوبين نقول، انتم الآن متواجدين في طرابلس خط الدفاع الأول عن هذه القضية ونحن هنا لنتساعد وإياكم لتخطي هذه المحنة وهزيمة العدو الغاشم”

حسن المعمر نزح من الجنوب مع زوجته واطفاله الأربعة يشرح رحلة وصوله الى طرابلس، فقال: “عندما اشتد القصف الإسرائيلي على الجنوب بالامس عند الساعة السادسة و النصف خرجت انا و عائلتي بحثاً عن مكان آمن وكلنا امل بالرجوع منتصرين على هذا العدو الغاشم.”

وأضاف: “اقسى ما سمعته من ابني عندما كان يسالني الى اين سنذهب؟ عانينا حتى وصلنا الى هنا الى طرابلس حيث استقبلنا اهالي المدينة أحسن الاستقبال و الاهتمام ونشكر الجميع فهم لم يتركونا منذ وصولنا على امل ان نعود منتصرين ونستقبل كل من كان بجانبنا في ديارنا”

لايخشى الجنوب كيد الاحتلال لانه يتسلح بوفاء ابنائه ولا بخشى الجنوبيين كيد الاحتلال طالما لهم اخوة وطن ودمٍ واحد صحيح ان اختلافات السياسة كثيرة لكن في المصائب والشدائد ما تفرقه السياسة يجمعه الوطن و أبناء الوطن.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal