كل الطرقات في فلسطين مغلقة.. إلا طريق المقاومة!.. غسان ريفي

يضيق الخناق على الشعب الفلسطيني، مع إنسداد الأفق السياسي، وغياب أية بوادر للحلول أو التسويات، في ظل حكومة صهيونية يمينية متطرفة لا تخجل أن تعلن صراحة أن “هذا الانسان الفلسطيني غير مرغوب فيه”، وهو بالنسبة لها إما قتيلا أو أسيرا أو مهجرا.

في السابق، إجتهد بعض الفلسطينيين، فإختاروا الذهاب نحو حل سياسي، وهذا البعض كان له شرعية نضالية وتاريخية ممثلة آنذاك برئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الذي آثر تقديم الحل السياسي على إستمرار الصراع والمواجهات اليومية والدموية، فكان الرد الاسرائيلي هو قتل عرفات مسموما، وتحويل دولة فلسطين الى بضعة مكاتب ضمن مقاطعة في رام الله محاصرة بالدبابات الصهيونية.

تقول كل التجارب السياسية الماضية، وما تشهده غزة ومؤخرا الضفة، أن لا حل سياسيا مع الصهاينة ولا مفاوضات ولا تسويات، فاليهود فاوضوا الله سبحانه وتعالى على لون البقرة قبل أن يذبحوها، ما يؤكد أن الاسرائيلي لا يعطي بل هو يأخذ، ولا يفاوض بل هو يعتدي، ولا يعترف بالآخر كون سياسته قائمة على إلغاء هذا الآخر وتدميره، وهو يعتبر أن الناس من غير اليهود وُجدوا لأجل خدمته، فكيف يمكن التعامل مع عدو من هذا النوع؟، وما هو المطلوب من أبناء الضفة الغربية الذين يرون المجازر ترتكب بحق إخوانهم في غزة، وتمارس ضدهم أبشع صنوف القهر والعذاب والاعتداءات التي أوقعت منذ السابع من أكتوبر أكثر من ألف شهيد من أبناء الضفة أضيف إليهم 17 شهيدا يوم أمس في أعنف هجوم يشنه الصهاينة على الضفة منذ العام 2002؟..

وما يزيد الطين بلة، هو تصريحات وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير حول نيته إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى لإتاحة فرص الصلاة لليهود، وهذا يشكل أسوأ أنواع الاعتداءات على الفلسطينيين ودينهم وعقيدتهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم، خصوصا أن الحكومة الاسرائيلية صادقت مع مجلس الأمن القومي على تمويل حملات التهويد للقدس والمسجد الأقصى.

لا شك في أن مجازر غزة والاعتداءات المتنامية على الضفة، والاجتياحات المتكررة للمسجد الأقصى ومحاولات تهويده، من شأنها أن تُشعل الضفة الغربية وكل مكان في فلسطين، وتجعل كل طرقاتها مغلقة إلا طريق المقاومة، خصوصا أن الشعب الفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره، والقوى المعتدلة فيه والتي إختارت الحل السلمي، سقطت سياسيا وأصبحت قياداتها ضمن دائرة الاتهام بالخيانة، وبالتالي فإنه لن يكون هناك مكانا في الشارع الفلسطيني إلا للمقاومين من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات والإنتصار للدم الفلسطيني الذي سفك على مدار 76 عاما، وما يزال.

هي تجربة الدم، وهي دروس التاريخ، وهي القناعة بأن هذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة، والضفة الغربية كانت تقاوم ضمن الامكانات المتاحة دفاعا عن غزة، فجاء العدو وإقتحم وحاصر بجنوده ومستوطنيه كل مناطقها ومخيماتها، فضلا عن توجه الحكومة الى تسليم ملف الضفة الى وزير المالية المتطرف سموتريش الذي يدعو الى إبادة الفلسطينيين ويدعم توجهات بن غفير في الاعتداء على الأقصى وتهويده، وكذلك قيام نتنياهو بتعيين حاكم عسكري على غزة تحت عنوان متابعة ملف البنى التحتية التي لم يتبق شيئا منها..

لا شك في أن صمود أبناء غزة بات الخيار الوحيد، وأن أي تفريط أو تراجع من قبل أبناء الضفة يعني نهاية الوجود الفلسطيني فيها، وتشير المعطيات الى أنها مرشحة للذهاب الى تصعيد كبير جدا، والى أن تكون على موعد مع عمليات نوعية داخل الكيان تعيد إستحضار المهندس الشهيد يحيى عياش، وتطلق العنان للقنابل التي تسير على قدميها سعيا لتنفيذ العمليات الاستشهادية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal