مدينة Málaga الإسبانية تحتفل بالمهرجان السنوي “Feria de Málaga 2024”.. نادين شعّار

خلال زيارة سفير الشمال لمدينة مالاقة الواقعة في جنوب إسبانيا، كان لا بد من تسليط الضوء على هذه المدينة الساحرة التي لا تزال تحافظ على تراثها الجميل من عادات وتقاليد أصيلة، ما يجعلها مقصداً لملايين السيّاح سنوياً الذين يأتون لزيارة هذه المدينة تحديداً لما فيها من جمالية خاصة وإحتفالات مميزة.
يقام في شهر آب/ أغسطس من كل عام إحتفالاً خاصاً في المدينة ويستمر لمدة أسبوع.
بدأ الإحتفال بفعاليات مهرجان “عيد مالاقة” لهذا العام بإقامة الألعاب النارية الرائعة، حيث إحتشد عشرات الآلاف من سكان المدينة والسياح من مختلف الجنسيات في منطقة Playa de la Malagueta
السياحية الواقعة على البحر، لحضور عرض الألعاب النارية الذي إستمر لمدة 20 دقيقة. تميزت الألعاب النارية بروعتها وألوانها وأشكالها الجميلة التي أبهرت الحاضرين على وقع الأغنيات التراثية الجميلة.

● لمحة عامة:

تعتبر مدينة مالاقة – Malaga الواقعة في جنوب إسبانيا، واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جذباً للسيّاح في فصل الصيف، حيث تُقام فيها العديد من الإحتفالات المميزة.
وتُعتبر إحتفالات “عيد مالاقة” واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية والإجتماعية في إسبانيا، حيث تجمع بين التراث التاريخي والإحتفالات الحديثة، ويعود تاريخ هذا المهرجان إلى القرن الخامس عشر، ويُعقد سنوياً في شهر آب/ أغسطس، ويستقطب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
يبدأ الإحتفال الرئيسي في مالاقة، المعروف باسم “فيريا دي مالَاقة” “Feria de Málaga” في 17 آب/ أغسطس ويستمر لمدة أسبوع.
يُعتبر هذا العيد من أكبر الأحداث في المدينة، حيث يجذب آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم، ويشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات، بما في ذلك:

المسيرات:
حيث تتزين شوارع المدينة بالألوان وتُقام مسيرات حافلة بالرقص والموسيقى، ويرتدي المشاركون الأزياء التقليدية ويستعرضون التراث الثقافي للمدينة.

الموسيقى والرقص :

كما تُقام حفلات موسيقية حيّة تشمل أنماطاً موسيقية متنوعة، من الفلامنكو إلى البوب الإسباني، حيث يتمكن الزوار بالإستمتاع بالرقصات التقليدية والتفاعل مع الفنانين المحليين الذين يقدمون مزيجاً رائعاً من الأغنيات القديمة والحديثة.

الطعام والشراب :

تُعرض في الأسواق المحلية مجموعة متنوعة من الأطباق التقليدية والمشروبات، مما يتيح للزوار تذوق نكهات المنطقة، مثل أسماك الشاطئ والتاباس.

الألعاب النارية :
تُختتم الإحتفالات عادة بعروض مثيرة من الألعاب النارية، التي تضيء سماء مالَقة وتُضيف لمسة سحرية على الأجواء.

 

● الجذور التاريخية “لعيد مالاقه”:

تأسس مهرجان مالَاقة في عام 1487، بعد إستعادة المدينة من الحكم الإسلامي. كان الهدف من إقامة المهرجان في البداية من أجل الإحتفال بالنصر وتعزيز الروح الوطنية. ولكن مع مرور الزمن تطورت الإحتفالات لتشمل جوانب ثقافية ودينية متعددة، حيث كان يُقام هذا الإحتفال السنوي لتكريم سان إلسيدرو، شفيع المدينة. وعلى مر العقود، شهدت إحتفالات مالَاقة تغييرات كبيرة، ففي القرن التاسع عشر، أصبحت الإحتفالات أكثر تنظيماً، حيث تم إضافة الفعاليات الموسيقية والرقصات التقليدية، مما جعلها مقصد آلاف الزوار سنوياً.
أما في القرن العشرين، فقد تم إدخال المزيد من الفعاليات الحديثة، مثل العروض الفنية والمعارض التجارية، ما جعل هذا المهرجان يكتسب شهرة وشعبية واسعة النطاق، و أيضاً لتعزيز الهوية الثقافية للمدينة، حيث يُظهر السكان المحليون فخرهم بتراثهم من خلال الفنون والموسيقى والطعام التقليدي. كما أن مهرجان Fiera السنوي يُعزز السياحة، مما يسهم في دعم الإقتصاد المحلي، كما إن إستمرارية هذه الإحتفالات تعكس حب السكان لتراثهم ورغبتهم في مشاركته مع العالم.
بالإضافة إلى “عيد مالاقه”، يُمكن للسياح الإستمتاع بمجموعة من الأنشطة الأخرى خلال فصل الصيف، مثل زيارة الشواطئ الجميلة والإستمتاع بأشعة الشمس الدافئة، أو إستكشاف المعالم السياحية الشهيرة مثل قلعة الكاستيلو دي غيبراجو – Alcazaba De Málaga ، ومتحف بيكاسو، والمسرح الروماني والكثير من المعالم التاريخية الأخرى.

وفي الختام يبقى أن نقول بأن تاريخ إحتفالات “عيد مالاقه” هو تجسيد للغنى الثقافي والتاريخي للمدينة، حيث تجمع هذه الإحتفالات بين عبق الماضي وحداثة الحاضر، ما يجعلها تجربة فريدة لكل من يشارك فيها.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal