العودة الى زمن المهندس!!.. غسان ريفي

بدأ المشهد العسكري في الشرق الأوسط يتبلور، فكل المعطيات تشير الى أننا في هذه المنطقة على موعد مع أيام ملتهبة قد تكون طويلة.

الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمر، هو مسّ بالشرف الإيراني، وإغتال رأس حماس، وإستهدف في ضاحية بيروت قائد الميدان في حزب الله، وقصف الحديّدة في اليمن، وضرب جرف الصخر في العراق، ولم يوفر الحدود اللبنانية السورية.

كل هذا التصعيد يعود لحسابات في داخل الكيان الاسرائيلي تهدف الى إرضاء اليمين المتطرف فيه، ومحاكاة أن هذا اليمين يمثل الأغلبية الشعبية، ما يعني أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ملزم بإرضاء هذا اليمين الذي هو جزء منه ليبقى على رأس السلطة.

والأكثر من ذلك، هو أن أميركا خارج المشهد كونها مشغولة بحساباتها الانتخابية، علما أن الجمهوريين والديمقراطيين يسعون الى إرضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ما يعني إرضاء نتنياهو وحكومة إسرائيل، وبالتالي فإن كل حديث عن ضغط أميركي لكبح جماح العدو لا يُصرف في سوق السياسة الشرق أوسطية.

لا شك في أن الكيان الصهيوني يفتش عن صورة إنتصار واضحه، وهو لجأ الى الاعتداءات والاغتيالات لتجميع عدد من النقاط كبديل عن الفشل في الميدان وعدم قدرته على تحقيق أهداف الحرب.

في المقابل، رفع محور المقاومة شعارا أساسيا، هو “ممنوع أن تُهزم حماس”، وهذا يعني أن المحور سيذهب بإتجاه قرارات حاسمة تجعل هذا الشعار حقيقيا وواقعيا وقابلا للتنفيذ، وهذا لن يكون إلا من خلال ما أكده أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أننا لم نعد جبهات مساندة، بل بتنا جزءاً من الحرب القائمة ودخلنا مرحلة جديدة، وهذا ما تؤكده أيضا إيران التي تعد العدة لتوجيه ضربة كبيرة للكيان الصهيوني إنتقاما لشرفها ولخرق سيادتها وأمنها القومي، وكذلك اليمن التي تسير في هذا السياق مع المقاومة العراقية والمقاومة الفلسطينية، وربما تبرز مفاجآت أخرى تضاعف من إرتباك العدو المنهمك في تجهيز الملاجئ وإخلاء الأماكن في مختلف المدن الفلسطينية المحتلة.

وتزامنا، ثمة سؤال جدي مطروح وبقوة هو، هل تبقى المقاومة الفلسطينية تحت سقف محاكاة الرأي العام العالمي؟، علما أن إستمرار العدو في إرتكابه المجازر في غزة، والحصار الذي يفرضه وينتج عنه الجوع وغياب الأدوية وأدنى مقومات الحياة، ومحاولته بكل الوسائل كسر صمود أبناء غزة، كل ذلك يدفع المقاومة للعودة الى زمن المهندس الشهيد يحيى عياش، ما يعني أن الكيان الصهيوني سيكون على موعد مع عمليات عسكرية نوعية لم تلجأ إليها المقاومة الفلسطينية منذ طوفان الأقصى حرصا منها على عدم إثارة الرأي العام العالمي.

بإختصار، الكيان الصهيوني يعمل بلا سقوف سياسية أو أخلاقية أو إنسانية، ومحور المقاومة قرر الإنتصار في هذه المعركة، والأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت النوعية التي ستجعل قادة الكيان الصهيوني يعيدون حساباتهم بشكل حقيقي..

بين المقاومة والعدو، الأيام والليالي والميدان.. فلننتظر ونرى!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal