بعدما أسقط العدو كلّ الخطوط الحُمر.. إلى الموجهة دُرّ!.. عبدالكافي الصمد

لم يعد هناك أدنى شكّ بأنّ المنطقة ذاهبة نحو حرب مفتوحة وشاملة، لا أحد يعرف بالتحديد كيف ستتطور ولا متى ستنتهي ولا ماذا سينتج عنها من تداعيات على مختلف الصعد، ولا كيف ستكون عليها صورة المنطقة بعد ذلك.

فبعد انقضاء 300 يوما على المواجهة بين المقاومة في غزّة والضفّة الغربية ولبنان إثر عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأوّل من العام الماضي، لم تعد عبارات “قواعد إشتباك” و”مواجهة مضبوطة” و”سقوف محدّدة” و”حرب موضعية” تناسب التطوّرات المتوقعة من المواجهة بعدما كسر العدو الإسرائيلي وحلفائه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، كلّ ضوابط الصراع، وتجاوز خطوطاً حُمراً أوقفت كلّ مساعي الوساطة من أجل التوصّل إلى تسوية توقف الحرب، ووضعت الجميع أمام خيار واحد وهو حرب مفتوحة بلا سقف وبلا ضوابط.

هذا الإنطباع الذي أصبح واقعاً لم يعد يمكن بسهولة الهروب منه تشكّل بعد قيام العدو الإسرائيلي مستعيناً بأجهزة مخابرات أميركية وغربية، باغتيال الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، قبل أن يُقدم بعد ذلك بساعات على اغتيال رئيس المكتب السّياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ما فتح الأبواب بشكل واسع أمام كلّ الإحتمالات باندلاع حرب مفتوحة وشاملة بات وقوعها مسألة وقت فقط، في ضوء ردود قادة محور المقاومة وتأكيدهم بأنّ الردّ حتمي، سواء من حزب الله وإيران وحركة حماس والفصائل الفلسطينية، أو من قوى المقاومة في سوريا واليمن والعراق.

إنزلاق المنطقة بشكل دراماتيكي نحو صراع مفتوح توقّعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينما استقبل قبل أيّام الرئيس السّوري بشار الأسد في موسكو عندما حذّر من أنّ “الأمور في المنطقة ذاهبة نحو التصعيد”، قبل أن يذهب، يوم أمس، نائب رئيس مجلس الأمن في روسيا ديمتري ميدفيديف نحو توقعات أكثر تشاؤماً، بإشارته إلى أن “الحرب الشّاملة في الشّرق الأوسط هي السبيل الوحيد لتحقيق سلام هشّ بالمنطقة”، لافتاً إلى أنّ “العقدة في الشرق الأوسط باتت تضيق تدريجياً، ويؤسفني فقدان أرواح بريئة، إنّهم مجرد رهائن لدولة مثيرة للإشمئزاز: الولايات المتحدة”.

هذا الإنزلاق بات مسألة وقت وتوقيت فقط، بعدما أكّد الأمين العام لحزب الله أمس في خطاب تشييع شكر من أن “ردّنا محسوم ولا نقاش فيه وعلى العدو ومن خلفه أن ينتظر ردّنا الآتي حتماً، وبيننا وبينكم الأيّام والميدان”، مضيفاً: “أقول للعدو إضحكوا قليلاً ولكن ستبكون كثيراً وأنتم لا تعرفون أيّ خطوط حمر تجاوزتم”، وموضحاً بشكل حازم “نحن أمام معركة كبرى ومفتوحة، ودخلت معركة جديدة من القتال وتجاوزت مسألة جبهات الإسناد لغزة”، ما دفع الإعلام في دولة الكيان إلى التوقّف عند جملته الأخيرة، بعد استنفار وقلق كبيرين داخل الكيان، واعتباره هذه الجملة أهم ما في خطاب نصر الله.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal