تطوّرات المنطقة والعالم تدفع ملفّ لبنان الى الرف!.. عبدالكافي الصمد

بينما كان البعض في لبنان يُعوّل، كلّ لأسبابه ومصالحه، على بعض الآمال الضئيلة التي ضُخّت وجرى الترويج لها خلال الأيّام الماضية، ومفادها إقتراب التوصّل إلى تسوية تضع حدّاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، قضى تطوّران على هذه الآمال، وأعادا الملف اللبناني، لجهة الإهتمام الإقليمي والدولي به، إلى نقطة الصفر.

التطوّر الأوّل تمثّل في المجزرة البشعة التي ارتكبها الصهاينة في قطاع غزّة، من ضمن المجازر الكثيرة التي يرتكبونها يومياً في القطاع منذ 8 تشرين الأول من العام الماضي، عندما شنّ جيش الإحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً، أول من أمس الأحد، على منطقة المواصي في القطاع، أدى إلى سقوط أكثر من 100 شهيدا و300 جريحا، ظنّاً منه أنه يستهدف محمد الضيف، القائد العسكري لحركة حماس ومهندس عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في 7 تشرين الأول الماضي، إلا أنّ إسرائيل لم تحصد من عمليتها الإجرامية هذه سوى إضافة مجزرة جديدة على سجلها الأسود الملطّخ بدماء الفلسطينين واللبنانيين من المدنيين.

تداعيات هذه المجزرة في كيان إعتاد أن لا يعيش إلّا على الدم والقتل والدمار وارتكاب المجازر، تُرجمت سريعاً في تضارب المعلومات حول إنسحاب وفد حركة حماس من لقاءات التفاوض التي تجري في الدوحة والقاهرة من أجل التوصّل إلى اتفاق لوقف العدوان على القطاع، إحتجاجاً على المجازر الإسرائيلية التي تثبت بأنّ العدو لا يريد وضع حدّ لعدوانه وارتكابه للمجازر، وبأنّه يستخدم المفاوضات غطاءً لإمرار الوقت أملاً في تحقيق أهدافه، أو بعضها، من العدوان التي لم يحقق أيّاً منها منذ بدء عدوانه على القطاع، وهي القضاء على حركة حماس وتحرير أسراه من الجنود لديها.

هذا المجزرة الجديدة التي ارتكبها العدو في قطاع غزة جعلت الآمال تتلاشى سريعاً في إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار في غزّة ينسحب تلقائياً بشكل مماثل على جنوب لبنان، وأبقى “جبهة الإسناد” في الجنوب مشتعلة.

أمّا التطوّر الثاني فتمثل في محاولة الإغتيال التي تعرّض لها الرئيس الأميركي السّابق والمرشّح الحالي للرئاسة الرئيس دونالد ترامب، وهي محاولة شغلت اميركا والعالم، ما جعل الإهتمام بالملفات الأخرى في العالم، ومنها ملف لبنان، يتراجع ويتلاشى إلى حين الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية الأميركية المنتظرة خريف هذا العام، وهو إهتمام كان في الأصل ثانوياً وهامشياً لدى الإدارة الأميركية الحالية المنشغلة بملفات كثيرة، داخلية وخارجية، أكثر أهمية إستراتيجية وحيوية لها من الملفّ اللبناني.

ما سبق يُرسّخ إنطباعاً ساد في الآونة الأخيرة، إستناداً إلى تقارير ومعلومات مختلفة، أشارت إلى أنّ الملف اللبناني وعلى رأسه إستحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية قد تأجل البحث به إلى العام المقبل على أقل تقدير.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal