تعنّت نتنياهو يفجّر المفاوضات.. هل تشتعل المنطقة؟!.. ديانا غسطين

يوماً بعد يوم، تتضاءل إمكانية التوصل الى إتفاق لعقد هدنة بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي تفضي تدريجياً الى وقف العمليات القتالية في قطاع غزة وانسحاب القوات الاسرائيلية منه، كل ذلك بسبب تعنت رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وفرضه شروطاً تعجيزية.

وفي السياق، اعلن مكتب نتنياهو تمسكه ببقاء الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة لافتاً الى ان رئيس الوزراء ابلغ كلا من الوفد المفاوض ومجلس الوزراء بذلك، في وقت نفت مصادر ملمة بسير المفاوضات هذا الامر، واكدت ان المجلس وافق على انسحاب جزئي.

والجدير ذكره، انه منذ بدء الكلام عن مفاوضات هدنة بين حماس واسرائيل في كانون الثاني المنصرم، أمعن نتنياهو في التنصل من كل ما يمكن أن يفضي الى إتفاق لوقف إطلاق النار.

ففي كانون الثاني الماضي ألغى رئيس وزراء العدو مخرجات اللقاءات التحضيرية لاجتماع باريس الأوّل من دون التنسيق مع مجلس الحرب أو الطاقم المفاوض الإسرائيلي، ليعود ويماطل في منح تفويض للطاقم المفاوض الإسرائيلي، الامر الذي أدى الى تأخير إنعقاد الاجتماع.

وأثناء تحضير الوسطاء القطريين والمصريين والاميركيين لاتفاق هدنة جديد يسبق شهر رمضان في شباط المنصرم، فرمل نتنياهو المفاوضات عبر اعتبار تعاطي حماس بإيجابية مع المبادرات المطروحة رفض مقنع للصفقة. واستمر في محاولات العرقلة عبر تأخير ارسال الوفد المفاوض للمشاركة في إجتماع القاهرة، وهو كان وفداً من دون صلاحيات.

ناهيك عن مخالفة نتنياهو التفويض الممنوح لرئيس الموساد من قبل مجلس الحرب قبل مشاركته في اجتماع باريس ٢ وتقليص صلاحيات هذا الاخير.

الى ذلك، استمر نتنياهو في مراوغته معلناً عن تنفيذ عملية عسكرية في رفح في نيسان الماضي ما ادى الى إلغاء مفاوضات توصل الى صفقة مرحلية تفرج عن عدد من الاسرى الاسرائيليين.

 في غضون ذلك، استمر رئيس وزراء العدو بتسريب معلومات سرية من داخل جلسات المفاوضات الامر الذي أدى الى توقفها مرات عدة. ليعود بعدها ويعلن “رفض إنهاء الحرب بأي شكل من الاشكال” رغم موافقة حماس على المقترح القطري – المصري لوقف القتال.

 ورغم ان مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن يحاكي الى حد كبير تطلعات الاسرائيليين الا ان نتنياهو اعلن معارضته مضمون الخطة لانهاء الحرب، مشدداً على انه معني بصفقة جزئية فقط، وهو يريد استئناف القتال بعد استعادة الاسرى.

اذاً، هي تسعة اشهر انقضت منذ بدء عملية طوفان الاقصى ولا تزال جهود الوساطة تبوء بالفشل مرة تلو الأخرى بسبب مواقف بنيامين نتنياهو، الذي يحاول اطالة امد الحرب لاطالة عمره السياسي. فهل سينجح في خطته ام ان الديبلوماسية الدولية ستتمكن من لجمه ووقف القتال درءاً لحرب قد تؤدي الى اشتعال المنطقة برمتها؟..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal