بالفيديو: رحلة الأسر والعذاب للمحرر معزز عبيات!

“شيء لا يتصوره العقل: قتل، ضرب، جوع، مرض، النقب هو غوانتانامو”، هذا ما قاله الأسير الفلسطيني المُطلق سراحه معزز عبيات، بوصفه حال سجن النقب الإسرائيلي بعد خروجه منه.

وفي حالة صحية يرثى لها، انتشرت مشاهد للحظة الإفراج عن عبيات، من سجون القوات الإسرائيلية، بعد اعتقاله من بيت لحم لمدة 9 أشهر، بتاريخ 26 تشرين الأول الماضي.

يبلغ عبيات من العمر 37 عاماً، وهو من منطقة “خلايل اللوز” في مدينة بيت لحم.

وعوضا عن أن تفرح عائلته بخبر الإفراج عنه، دخلت في موجة مضاعفة من الألم والوجع والصدمة نتيجة عدم معرفتها بابنها لحظه خروجه من السجن، من حجم وشدة التعذيب، ولعدم معرفة ابنها للعائلة، فيما يشبه نوعاً من فقدان الذاكرة، بفعل التعذيب الشديد أيضا، والصدمات بالكهرباء.

وفي تصريحات مسجلة للأسير المحرر، قال عبيات إن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير شارك في تعذيبه شخصياً، حيثما كان محتجزاً في سجن عوفر في الضفة الغربية.

كما وصف الوضع في سجن النقب بأنه يشبه “سجن غوانتانامو، وأن 2000 أسير يعانون من أمراض مزمنة، ووضعهم سيء جداً”.

وأوضحت عائلة الأسير المحرر أن ابنها بحاجة لعشرين طبيباً مجتمعين كي يعملوا معاً من أجل الكشف عن حالة ابنها الرياضي، الذي دخل السجن وهو يجيد رياضة الملاكمة وبناء الأجسام ورفع الاثقال، وخرج بحالة مزرية ولا يمكن وصفها.

وذكرت العائلة أن معزز نقل من مستشفى الحسين إلى مستشفى “الجمعية العربية” في بيت جالا على أمل أن ينال رعاية طبية خاصة، وأن هناك خططاً لنقله إلى المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله.

وتضيف: “معزز خرج وفيه الكثير من الأمراض من كسور وجلدية وفقدان الذاكرة إلى جانب حالته النفسية الصعبة وما يعانيه من سوء التغذية.. الخ”.

وأشارت إلى أنه لا يمكن أن نقول إنه يعاني من فقدان كلي للذاكرة، رغم عدم معرفته لزوجته وجدته وبناته “إنما هي حالة من الصدمة التي يعيشها بفعل قوة التعذيب الذي تعرض له، إنه لا يتذكر أحدا”.

وكشفت أنه “لم يتعرف على جدته، ولا زوجته التي انهارت لحظة عدم تذكره إياها، و”تكرر الأمر مع طفلته الغالية ميرال (5 سنوات) لكنه مع ذلك ما زال يتذكر الكثير من الصور مما تعرض له في السجن، والكثير عن ماضيه”.

وأضافت: “حتى عندما دخل غرفة التصوير الإشعاعي قال للأطباء: “أنا ميت.. تريدون إدخالي الى القبور”.

وفي سرد لما جرى معه في الأسر، في إحدى المرات “ولشدة التعذيب دخل في حالة من فقدان الوعي، وتوقف عن التنفس، حتى ظن السجانون أنه توفي، فوضعوه في كيس ووضع في الثلاجة، وفي وقت لاحق جاء المتطرف ايتمار بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي)، برفقة السجانين، وفتحوا باب ثلاجة الموتى وداس على جسده فتحرك ليكتشف الجنود أنه حي”.

وكان عبيات قوي الجسم، وحسب شهادات الأسرى الذين كانوا معه في السجن، كان يرفض الرضوخ للسجانين، و”كان يرد عليهم، فرفض أن ينحني أو يقدم مظاهر الذلة أو أن يصمت على مظاهر امتهان الكرامة، ليكون التعذيب المضاعف من نصيبه”.

ولم يذكر الاحتلال في سجل معزز عبيات أي تهمة، لكنه خرج من السجن وعلى جسده كل التهم التي توجه للاحتلال.

“معزز يبدو مثل الشخص الذي تخرج روحه لباريها، عيناه شاخصة لفوق وفمه مفتوح على وسعه.. إنها صورة صادمة جدا تجعل كل من يراه من عائلته يغمى عليه”، تقول آية، ابنت عم الأسير المحرر.

وذكر نادي الأسير، في بيان صحافي، أنه تمّ الإفراج عن عبيات من سجن “النقب” الذي شكل ولا يزال عنوانا بارزا لجرائم التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal