اعتبر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، اننا أحوج ما نكون لاتّخاذ المبادرة، والبدء بالتشاور الجدي والحوارِ الصادق والصريح، لانتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاقم الأمور وحصول ما هو أسوأ، في ظل ما نشهده يوميا من تصعيد حربي عدواني واستباحة إسرائيلية لجنوب لبنان.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها في المجلس العاشورائي الذي أقيم في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى – طريق المطار، بدعوة من نائب رئيس المجلس سماحة الشيخ العلاّمة علي الخطيب، في اليوم الثالث من محرم.
وقال: “إنَّ إسرائيلَ المغتصِبة لأرض فلسطين والطامعةَ بخيرات لبنان والضاربةَ عَرضَ الحائطِ بالقرارات الدولية وبمشاعر العالَمِ كلِّه، بما ترتكبُه من انتهاكاتٍ واعتداءاتٍ في جنوب لبنانَ، ومن مجازرَ وحشيةٍ موصوفةٍ في قطاعِ غزَّة، لا يجوزُ إطلاقاً أن تُواجَهَ بانقسامٍ روحيٍّ أو تباعُدٍ طائفيّ أو تفكُّكٍ اجتماعيّ، ولا بعجزٍ رسميّ وترهُّلٍ إداريّ، ولا بشغورٍ رئاسيّ وتجاذبٍ سياسيِّ عشوائيّ، بل يجبُ أن تكونَ المواجَهةُ بمزيدٍ من تحمُّل المسؤولية ومن التضامنِ الوطني والتلاقي على المصلحة اللبنانيةِ العليا وتأكيدٍ على الوحدةِ الوطنية، لكي تكونَ رافدةً لشهادة الأبطال المجاهدين وداعمةً للعمل البطوليِّ المقاوم وللتصدّي الميدانيِّ الرادعِ والملائم”.
وأضاف: “كم نحن بحاجةٍ إلى استلهام الحقيقة من ذلك الحدَث التاريخيّ العظيم، مدركين أنَّ المسيرةَ تبدأ بتزكيةِ الذات وتطهيرِها من الآفات، وصولاً إلى تزكية المجتمع وتطهيرِه من الموبقات، فإلى تزكيةِ الوطنِ وتطهيرِه من المَعوقات، وبتحقيق الإصلاح هنا وهناك، أي بإخراج النفسِ من محنة الشكّ إلى رحاب اليقين، والمجتمعِ من محنة التفكُّك والانحلال إلى واحة التماسك الاجتماعي والتمسُّك بالقيم، والوطنِ من محنة اليأس وعجز الدولة وفراغ المؤسسات وتوقُّعِ المخاطر إلى فُسحة الأمل وواحة العمل.”
والتقى سماحة شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت امين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكّية، وتناول اللقاء قضايا عامة، بحضور القاضي الشيخ غاندي مكارم وعضو المجلس المذهبي الشيخ محمد غنام والمستشار الشيخ د. رمزي سري الدين والمدير العام للمجلس الأستاذ مازن فياض ومدير مشيخة العقل الأستاذ ريّان حسن.