“حياد السُنّة” عن الصراع مع العدو.. تهميش وإخراج من التاريخ!.. غسان ريفي

لطالما شكلت الطائفة السنية رأس حربة في مواجهة العدو الاسرائيلي، منذ إعلان الكفاح المسلح الفلسطيني قبل نحو نصف قرن والذي إنخرط فيه العديد من الشباب اللبناني السني من بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع، الى قوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية التي بالرغم من أخذ حزب الله موضوع المقاومة بصدره في العقود الأربعة الماضية إلا أنها ما تزال حاضرة في الميدان تدعم وتساند وتنفذ العمليات العسكرية عندما تدعو الحاجة.

 ترجمت قوات الفجر حضورها في معركة طوفان الأقصى من خلال جبهة المساندة، فكان لها صولات وجولات أزعجت العدو الذي إستهدف مراكز للجماعة الاسلامية وإغتال بعض كوادرها.

لا شك في أن ما تقوم به المقاومة وفصائلها من مواجهات بطولية في الجنوب، تحفز أكثرية شباب السنة للإنخراط بها، خصوصا أن هؤلاء تربوا على عقيدة العداء لاسرائيل ولطالما رفعوا الشعارات الداعمة للقضية الفلسطينية ونفذوا التحركات، وقد يكون التاريخ خير شاهد على كثير من المجاهدين من مختلف المناطق السنية، منهم من إرتقى شهيدا على طريق القدس أو في مواجهات سابقة، و”منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”..

وفي غمرة الحماس السني لقتال إسرائيل ونيل شرف المشاركة مع المقاومة ضدها بعد تسعة أشهر من حرب الابادة المستمرة على قطاع غزة، بدأت بعض الأصوات النشاز تتحدث عن مصطلح “حياد السنة” وتنتقد المشايخ الذين تغلبهم حميّة الدين والعروبة والانسانية ويرفعون الصوت لمواجهة العدو بكل الوسائل، كما تحاول الترويج بأن مشاركة الطائفة السنية في المقاومة تعني إلتحاقها بحزب الله.

لا شك في أن من يريد إبعاد السنة عن الصراع مع العدو الاسرائيلي يهدف الى تهميش الطائفة السنية وإضعافها وإبعادها عن دورها العروبي والوطني وصولا الى إخراجها من التاريخ.

كما أن دعوات التحييد والحياد والايحاء بالتحاق الطائفة السنية بحزب الله هو “كذبٌ وَقح”، خصوصا أن طوفان الأقصى أطلقته حماس “الحركة الاسلامية السنية على سن ورمح”، وحققت إنجازًا كبيرا تمثل بإلحاق أكبر هزيمة بالعدو في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي، وبالتالي فإن كل فصائل المقاومة الأخرى تدعمها، وما يقوم به حزب الله في الجنوب اللبناني هو عملية إسناد لغزة ولحماس ومحاولة ضغط لوقف آلة القتل والابادة والتدمير بحق الفلسطينيين ولردع العدو عن توسيع الحرب على لبنان.

أمام هذا الواقع، ومن خارج النص، يأتي من يقول ويكتب بعد جلسات مشبوهة تُعقد على “كأس نبيذ وسيجار” أن كل فعل مقاوم تقوم به الطائفة السنية هو فعل ملحق بإيران ويخدم توجهاتها وتوجهات حزب الله في لبنان، وذلك في محاولة لبيع المواقف لمن يدفع أكثر.

علماً، أن طوفان الأقصى والجبهة المساندة له من لبنان، أظهرت أن البعض يصيغ مواقفه السياسية بخلفية من الحقد الأعمى ما يُفقده البوصلة التي تدله على الاتجاه الصحيح، خصوصا أن الحقيقة واضحة كالشمس، ففي غزة حرب إبادة يقودها العدو الاسرائيلي منذ تسعة أشهر من دون تفريق بين فلسطيني مسلم أو مسيحي، وهناك مقاومة “حمساوية قسّامية” أسطورية أغرقت إسرائيل في خلافاتها وإنقساماتها، وأغلقت كل الأبواب أمام نتنياهو..

وفي لبنان جبهة مساندة يقودها حزب الله وتشارك فيها فصائل سنية إلتزاما بقضية فلسطين، وتحاصر العدو الذي للمرة الأولى في تاريخه يخشى الدخول في حرب مع لبنان.

من هنا فإن الخيارات تضيق، لا بل تنحصر في إتجاهين إثنين، فإما أن نكون مع القضية الفلسطينية وغزة ولبنان، أو أن نكون مع إسرائيل التي تصب دعوات الحياد في مصلحتها!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal