عودة بهاء الحريري بالتنسيق مع شقيقه سعد أم للإنقلاب عليه؟.. عبدالكافي الصمد

أثارت عودة الإبن الأكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري، بهاء، إلى لبنان منذ أيّام، موجة من التساؤلات لم تجد أجوبة واضحة وشافيه لها بعد، خصوصاً أنّها جاءت بعد متغيّرات كثيرة شهدها لبنان والمنطقة في السنوات الأخيرة، وفي ظلّ تطوّرات هامّة يعيشها لبنان والمنطقة، لم يتضح حتى الآن البرّ الذي سترسو عليه.

فمنذ إطلالة بهاء الحريري على الجمهور لأوّل مرّة خلال تشييع جثمان والده في شهر شباط من العام 2005، وبعدما أطلق حينها عبارته الشهيرة “يا قوم”، بقي النجل الأكبر للحريري الأب غائباً عن السّاحة اللبنانية والمشهد السّياسي غداة اختيار السعودية في ذلك الحين شقيقه الأصغر سعد لوراثة الحريري الأبّ سياسياً، ومواصلة مسيرته في هذا المضمار، داخلياً وخارجياً.

طيلة نحو 17 عاماً لم يُعرف عن بهاء الحريري أيّ نشاط سياسي في لبنان، ولا في خارجه، وإنْ كانت بعض التسريبات القليلة تحدثت خلال تلك السنوات عن خلافات بينه وبين شقيقه سعد، لأسباب ودوافع مختلفة شخصية ومالية وسياسية، لكنّ هذه التسريبات سرعان ما كانت تغيب بعدما لم تجد أرضيه لها لترويجها أو البناء عليها.

نقطة التحوّل في هذا السياق كانت عندما أعلن الرئيس سعد الحريري، في 24 كانون الثاني من العام 2022، إنسحابه من الحياة السياسية اللبنانية، وعزوفه وتيّار المستقبل عن خوض غمار إستحقاق الإنتخابات النيابية التي جرت صيف ذلك العام، الأمر الذي اعتبره شقيقه بهاء فرصة مناسبة لإطلالته واستعادة ما اعتبره هو ومقربين منه “حقّ” في وراثة والده سياسياً، عوضاً عن شقيقه كونه الأكبر سناً، ولو اقتضى الأمر إستعادة هذا الحق بعد هذه السنوات الطويلة من الإنتظار.

أطلّ بهاء الحريري، إعلامياً، مرّات عدّة بعد ذلك، لكن التوفيق لم يكن حليفه كما يجب، بعدما تبين أنّ الأرضية الشعبية الموالية والمتعاطفة مع آل الحريري ما تزال مؤيدة جداً وبقوة لشقيقه سعد، برغم إبتعاد الأخير عن المسرح السّياسي، والأزمة المالية التي لم يخرج منها بعد، والوعكة الصحية التي أصيب بها مؤخّراً.

باستحياء وتردّد واضحين خاض بهاء الحريري الإنتخابات النيابية في العام 2022، وإنْ لم يعلن ذلك رسمياً، لكنّ الأسماء المقرّبة منه والمحسوبة عليه التي خاضت ذلك الإستحقاق حينها خرجت منه بنتائج هزيلة، وهي نتائج فسرها البعض بأنّها “رسالة” سياسية له عليه أن يقرأها جيداً، وبتمعن، كون أغلب القاعدة الزرقاء ناصبته العداء، معلنة بوضوح عدم تقبّلها إنقلابه على شقيقه، أو محاولته وراثته سياسياً وهو ما يزال حيًاّ يُرزق.

طيلة السنتين الماضيتين غاب بهاء الحريري عن المشهد السّياسي والإعلامي بشكل كبير، ولم يطلّ على الجمهور إلّا نادراً، قبل أن يخرج قبل أيّام بإعلان قدومه إلى لبنان “لإكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، زائراً بعض الشخصيات، ومستقبلاً وفوداً وشخصيات أغلبها ليست ذات وزن سياسي وشعبي أبداً، ما طرح جملة تساؤلات حول مغزى وأهداف زيارة بهاء الحريري إلى لبنان في هذا التوقيت بالذات، وهل هي بالتنسيق مع شقيقه سعد، وهل أن زيارته عمّته النائب السابق بهية الحريري تكفي لكي تكون غطاءً عائلياً وسياسياً له، وقبل ذلك هل أنّ مجيء بهاء الحريري إلى لبنان لبدء مسيرة سياسية تشكل إمتداداً لمسيرة والده وشقيقه أتت بعد حصوله على ضوء أخضر سعودي، إذ بناء على هذا المعطى، تأكيداً أو نفياً أو حتى صمتاً، يمكن قراءة عودة بهاء الحريري إلى لبنان والتعاطي معها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal