جهود مكثفة لحصر المواجهات جنوبا واردوغان على خط دعم لبنان ورسالتان لافتتان لبارولين

شكلت كثافة التحركات الديبلوماسية المتصلة بالجهود لمنع انفجار حرب واسعة في لبنان مؤشراً يطبع أجواء المراجع والقيادات الرسمية والسياسية .

وبدا واضحا، بحسب اوساط معنية، ان الولايات المتحدة ماضية في المساعي لحصر المواجهات في الجنوب في حدود نطاقها الحالي، بانتظار انتهاء الحرب في غزة في موازاة السعي لتمرير مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن”.

وبحسب الاوساط فان “جدية هذه المبادرة، وبالتالي نجاحها مرتبطان بأمر وحيد، وهو الزام اسرائيل بوقف اطلاق النار، ولكن لا توجد مؤشرات تؤكد ذلك حتى الآن”.

وفي السياق ذاته، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث بحثا في الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وقد شكر ميقاتي لأردوغان موقفه الاخير الذي أكد فيه أن تركيا تقف إلى جانب لبنان، وتدعو دول المنطقة إلى دعمه.

وقال الرئيس ميقاتي: “إننا نثمن موقف الرئيس أردوغان ودعم تركيا المستمر للبنان في المجالات كافة وفي كل المحافل الدولية”.

وكان الرئيس التركي قال امس إن إسرائيل وضعت أعينها على لبنان واتهم بعض القوى الغربية بدعم خطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحرب.

وفي اطار التحركات الديبلوماسية بدأ أمس الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، جولة على المسؤولين والقيادات السياسية، وأعلن أن “هناك مساعٍ للوصول إلى تفاهمات بما في ذلك ما تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسعاه للحوار”، مشيراً إلى أن “أمر حسم الشغور الرئاسي يحتاج إلى المزيد من التشاور بين السياسيين”.

في هذا الوقت وجه زيارة امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين رسالة قوية من عين التينة باعلانه ان حل ازمة الرئاسة يبدأ من هذا المقر، وان المسيحيين يتحملون المسؤولية طبعا لكنهم ليسوا وحدهم في السلطة وعلى الاخرين تحمّل مسؤولياتهم.

اما الرسالة الاقوى فجاءت من السرايا حيث اكد “ان الكرسي الرسولي قلق من الفراغ الحالي في سدة رئاسة الجمهورية، لانه من المهم جدا لكل بلد ان يكون هناك رئيس، فهذا الامر ليس فقط امكانية بل هو ضرورة وفي لبنان هو ضرورة ملحة”.

وشدد على “أن الرئيس هو وحده رئيس الدولة ورمز وحدة البلد، وهو من يحفظ احترام الدستور واستقلال البلد وسلامة أراضيه”.

وامل “ان تتمكن الاطراف السياسية من ان تجد حلا في اقرب وقت ممكن، من خلال احترام الدستور وكرامة الشعب اللبناني المتعب والقلق والذي يشعر قليلاً بالاذلال نتيجة لهذا الفراغ الدستوري، اضافة إلى ذلك فان الأزمة الاقتصادية لا تنفك تزداد وتفاقم من الفقر والهجرة في لبنان”.

بدوره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال “ان ما يجمعنا مع الكرسي الرسولي أولويات عدة منها إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، والسعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وذلك من أجل وضع حد لأطماع اسرائيل التوسعية وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي”.

المصدر: لبنان ٢٤


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal