لقاء بكركي.. الموفد البابوي يصطدم بعقبات!.. عبدالكافي الصمد

ناقصاً، في الشّكل والجوهر، كان اللقاء الموسّع الذي عُقد أمس في صرح البطريركية المارونية في بكركي على شرف أمين سرّ الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي حطّ في لبنان لأيّام في زيارة رعوية كانت السّياسة، وتحديداً إستحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، الحاضر الأبرز فيها.

فاللقاء الموسّع الذي دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي كلّاً من رؤساء الطوائف الدينية ورؤساء الكتل الدينية كان ناقصاً، وهو نقص أرخى سدوله على اللقاء وعلى زيارة بارولين معاً، وتركت إنطباعاً يفيد بأنّ مسعاه لرأب الصدع والتقريب بين وجهات نظر المرجعيات الدينية والسّياسية لم يحالفه نجاحاً يمكن التعويل عليه لإنهاء الفراغ الرئاسي.

أبرز الغائبين عن اللقاء من رؤساء الطوائف الدينية، برغم دعوته إليه، كان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الذي أفاد مقرّبون منه لبعض وسائل الإعلام أنّه “لن يحضر لقاء بكركي نظراً إلى الموقف الأخير للبطريرك الراعي الذي وصف فيه ما تقوم به المقاومة في الجنوب اللبناني ضد العدو الاسرائيلي بالإرهاب”، ما أحدث شرخاً بين المرجعتين، المارونية والشيعية، لم يلتئم بعد، وهو شرخٌ تُرجم بمقاطعة الخطيب للقاء بكركي، الذي أفاد مراقبون بأنّ المجلس الإسلامي الشّيعي الأعلى، الذي جرى التواصل معه لحلحلة الأمور، بأنّه “لم يطلب من بكركي إعتذاراً بل طلب توضيح المواقف الأخيرة”، مضيفاً أنّ “إمكانية التواصل بين بكركي والمجلس واردة، إنّما في وقت لاحق”.

غير أنّ مقاطعة المجلس الإسلامي الشّيعي الأعلى للقاء بكركي لم ينسحب على اللقاء مع بارولين في مناسبة ومكان آخرين، بعدما أكدت مصادر في المجلس بأنّ الخطيب “مستعد للقاء بارولين في أيّ وقت”، وهو موقف تُرجم في حضور ممثل عن رئيس المجلس إحتفال رعوي لمنظمة فرسان مالطا أقامته برعاية بارولين، ما أوحى بما لايقبل الشّك أنّ المقاطعة رسالة موجّهة من الخطيب، بما ومن يمثل، سياسياً وطائفياً، إلى البطريرك الراعي.

مقاطعة المجلس الشّيعي للقاء بكركي لم تقتصر عليه، ففي المقابل سُجّلت نصف مقاطعة للقاء من رؤساء كتل مسيحية تمّت دعوتهم إليه، وتحديداً الرباعي المسيحي. ففي حين حضر رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل ورئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، سُجّل غياب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لأسباب لم تتضح، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بداعي السّفر، ما فُسّر على أنّ الإنقسام بين القوى السياسية المسيحية أقوى من أن يستطيع الموفد البابوي أن يرأبه، ولو شكلاً، هذا من غير تجاهل إنزعاج نوّاب مسيحيون من خارج الرباعي، مستقلون وتغييريون، على عدم دعوتهم، برغم أنّهم يشكّلون نحو ربع النوّاب المسيحيين في المجلس النيابي.

ما سبق جعل الكثير من الشكوك تدور حول كلام بارولين الذي ألقاه خلال اللقاء، وفي القدرة على تحقيق مبتغاه الذي جاء من أجله، وهو أنّه موجود في لبنان في “محاولة “المساعدة في التوصّل إلى حلّ لأزمة لبنان، المتمثّلة بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية”، ما ترك إنطباعاً أنّ الزيارة، على نحو كبير، إنتهت قبل أن تبدأ.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal