بعد التحذير.. رضيَت قبرص ولم ترض القوات!.. غسان ريفي

لم يكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ينتهي من إلقاء خطابه الذي وجه فيه تحذيرا الى قبرص لعدم فتح أراضيها وأجوائها لأي إعتداءات إسرائيلية على لبنان، حتى بدأت جوقة “الغيارى” على تلك الجزيرة بتحريضها على إتخاذ إجراءات عقابية بحق لبنان، وكيّل الاتهامات لحزب الله، فيما بدأت الغرف السوداء ببث الشائعات والأخبار المفبركة حول علاقة قبرص بوطن الأرز.

أول تلك الشائعات، أن “قبرص أوقفت منح التأشيرات للبنانيين”، وأنها بصدد “إقفال سفارتها في لبنان، والتضييق على العاملين فيها من أبنائه”، قبل أن يتبين أن كل ذلك لا يمت الى الحقيقة بصلة وأنه كان عبارة عن تمنيات لبعض “المصطادين بالماء العكر” لتحميل حزب الله المزيد من الأعباء والمسؤوليات في ضرب علاقات لبنان مع أصدقائه.

وشكلت “القوات اللبنانية” رأس حربة في التحريض، حيث رفع رئيس جهاز الاعلام والتواصل فيها شارل جبور اللواء القبرصي، مؤكدا في مقابلة مع الزميلة جوزفين ديب على قناة “الجديد” أنه “سيثني على قبرص وسيوجه لها التحية في حال إتخذت إجراءات ضد لبنان، لأنها بذلك تثبت أنها دولة قوية ذات سيادة”، معربا عن “حزنه لعدم قدرته على تمضية إسبوعين في قبرص كما يفعل في كل عام” من دون أن ينسى ترويج “خطة القوات للتقسيم والفيدرالية”،وكذلك فعل عدد من النواب وفي مقدمتهم النائب غياث يزبك الذي تابع مسلسل التحريض، في حين حاول بعض القواتيين وحلفائهم النيل من الحكومة اللبنانية وتحميل رئيسها نجيب ميقاتي مسؤولية ما حصل ومطالبته بالتبرؤ مما جاء في كلام السيد نصر الله.

اللافت، أن قبرص الصديقة رضيَت بما حصل والقوات لم ترض وكذلك بعض حلفائها، حيث وجدت في تحذير نصرالله ضالتها لمزيد من إستهداف المقاومة والتقليل من شأن عملياتها، لكن الرد لم يأت من لبنان، بل كان من الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس شخصيا والذي أكد ان “بلاده ليست متورطة في حروب المنطقة وأنها جزء من الحل وليست جزءً من المشكلة وهي لا تسمح باستخدام أراضيها لأي كان”، وذلك من دون أن يقدم خدمات مجانية لمن يريد إستهداف المقاومة.

وجاء الكلام الهادئ لخريستودوليدس بعد سلسلة إتصالات أجراها لبنان الرسمي من رئيس حكومته نجيب ميقاتي الى وزير خارجيته عبدالله بوحبيب بعضها معلن وبعضها الآخر غير معلن، حيث ساهم ذلك في تبريد الأجواء بشكل سريع وأدى الى تفهم الدولة القبرصية وأنتج موقفا متقدما يحافظ على علاقات الصداقة بين البلدين.

وكان الوزير بوحبيب أجرى إتصالًا بوزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبس وأعرب له عن “تعويل لبنان الدائم على الدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار في المنطقة”.
من جهته أكد الوزير القبرصي على “مضمون البيان الصادر عن رئيس جمهورية قبرص لجهة أن بلاده تأمل ان تكون جزءاً من الحل وليس جزءا من المشكلة”.

وشدد على ان “قبرص ليست بوارد التورط بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة في المنطقة”.

كما أوضح ان “قرار اقفال السفارة القبرصية ابوابها ليوم واحد كان محدداً مسبقا لأسباب ادارية تتعلق بنظام التأشيرات وهي ستعاود العمل كالمعتاد بدءا من الغد”.

كما أكد الوزيران “عمق علاقات الصداقة التي تربط البلدين واهمية تعزيز التعاون الثنائي بينهما لما فيه مصلحة الشعبين”.

كل ذلك يشير الى أن قبرص تفهمت موقف المقاومة وموقف لبنان الرسمي وقطعت الطريق على كثير ممن يريدون “جنازة ليشبعوا فيها ندب”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal