إيقاف الحرب متقدّم على انتخاب رئيس للجمهورية!.. عبدالكافي الصمد

لم تكن عطلة عيد الأضحى المبارك هي السبب الذي فرض تجميد أو تأجيل أيّ مسعى أو تحرّك يتعلق باستحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث غاب كليّاً أيّ نشاط أو موقف أو تحرّك فعلي متعلق بالإستحقاق، بعدما فرضت تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والجنوب اللبناني نفسها على مسرح الأحداث، وجعلت أيّ ملف آخر لا يتمتع بالأولوية عليه.

الإشارة البارزة في هذا المضمار تمثلت في وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتين، أمس إلى بيروت، حاملاً ملفاً وحيداً لمناقشته مع المسؤولين اللبنانيين، ألا وهو ضبط الوضع الأمني في الجنوب ومنع تمدّد الحرب واتساع رقعتها أكثر، وكذلك حاملاً في جعبته تهديدات إسرائيلية لحزب الله كشفتها وسائل إعلام صهيونية زعمت أنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو طلب من هوكشتين نقل رسالة محدّدة إلى المسؤولين في لبنان هي أنّ “على حزب الله الإنسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، وإمّا الحرب”.

مهمة الموفد الأميركي هذه كانت أكّدتها السّفارة الأميركية في الكيان الصهيوني، حيث أكّد متحدث باسم السفارة هناك أنّ هوكشتاين موجود في دولة الكيان “كجزء من جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية”.

غير أنّ هذا التهديد لم يكن الأوّل ولن يكون الأخير؛ فمنذ بدأ حزب الله حرب الإسناد والدعم لقطاع غزّة من الجنوب اللبناني، في 8 تشرين الأوّل من العام الماضي، كانت حكومة الكيان الصهيوني ووسائل إعلامه لا تنفكّ تهدد وتتوعد بشنّ حرب واسعة ضد لبنان بغرض تدمير قدرات حزب الله، إلّا أنّ هذه التهديدات كانت فارغة، بعدما تبيّن بأنّ دولة الكيان الغارقة في رمال غزة بفعل الصمود الأسطوري لفصائل المقاومة هناك أعجز من أن تفتح جبهة عسكرية واسعة، أو أن تشنّ حملة عسكرية كبيرة ضد حزب الله في الجنوب، بعدما حذّرت تقارير بأنّ العدوان الإسرائيلي على غزة الذي مضى عليه أكثر من ثمانية أشهر ونصف الشهر، سيبدو مجرد نزهة إذا خاض الجيش الإسرائيلي حرباً مماثلة ضد حزب الله في الجنوب اللبناني.

وتأكّد هذا الإنطباع أمس بشكل واسع من خلال تطوّرين: الأول الموقف الذي أعلنه النائب في كتلة حزب الله حسن فضل الله، قبل وصول هوكشتاين، عندما أكّد أنّ “المطلوب من الإدارة الأميركية أمر واحد هو وقف الحرب على غزة، لأنّ القرار بيدها لو كانت جادة، وبدل نقل رسائل التهويل، عليها إبلاغ نتنياهو قراراً فعلياً بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وعندها تتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وغير ذلك لن يجدي نفعاً، لأنّ المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد”، مضيفاً أنّ “فكرة المنطقة العازلة هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش”.

أمّا التطور الثاني فكان ميدانياً وتمثل في ما نشره الإعلام الحربي في حزب الله لمشاهد إستطلاع جوّي لمناطق في شمال الكيان عادت بها طائرات القوة الجوية التابعة للحزب بعدما كان الإعلام الحربي نشر إعلاناً ترويجياً قبل وقت قال فيه: “ترقّبوا ما رجع به الهدهد”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal