مع التمديد الثالث للمجالس البلدية، حصلت بلديات عكار على جرعة تخدير إضافية للتراخي والتنصل من المسؤوليات التي يجب القيام بها، والحديث هنا لا يشمل دور المجالس المحلية في الإنماء أو السياحة، أو تعزيز الخدمات، أو …، بل عن أبسط الأدوار المناطة بها، لجهة أقله جمع النفايات من الشوارع، وإن كانت الحجة التي يجري التذرع بها بالنسبة لغالبية البلديات هي ضعف الامكانيات المادية بسبب الانهيار المالي، وعدم القدرة على تسديد معاشات الموظفين، الا أن الأمور فاقت عن حدها وبلغت حد الوقاحة مع الاستسلام كليا وترك المواطنين لمصيرهم، والاكتفاء فقط ببيانات التهليل والدعم للنائب الفلاني، وللشركة الفلانية.
بكل وقاحة عمدت بعض البلديات الى إصدار بيانات دعم وتشجيع لشركة “الأمانة العربية” التي تعمد الى جمع وطمر نفايات عكار في مطمر سرار، وذلك عقب الخلاف مع الشركة المتعهدة التي سعت لابتزاز العكاريين وفرض الاحتكار وبالتالي التحكم بالأسعار والمطالبة بأسعار خيالية للجمع والطمر وفق الطرق التقليدية، وذلك عقب إتخاذ وزير البيئة ناصر ياسين قرارا بكسر الاحتكار عن عكار وسمح لشركة أخرى من ضمن العائلة الواحدة باستخدام المكب نفسه للغاية نفسها.
وبالرغم من تأدية عدد من بلديات عكار لفرض الطاعة وتحديدا بلديات ساحل القيطع، الا أن الطاعة والولاء المقبوضة الأجر لم تشفع للمواطنين بحمايتهم من أكوام النفايات المكدسة على جوانب الطرق العامة، وعند بوابة عكار، ولم يستحوا من تكديس النفايات عند مستديرة شهداء الجيش اللبناني في العبدة، والتي تشير الى الحدود السورية وتكون بذلك بوابة لبنان الى دول الخارج.
الحال نفسه ينطبق على بلدات برقايل، برج العرب، وادي الجاموس، طريق عام برقايل المؤدية الى بلدة عيون الغزلان، نفايات مكدسة في كل مكان.
وهنا لا بد من التساؤل، ألم يستح فاعليات عكار وعدد من نوابها الذين شاركوا الشركة المتعهدة إحتفال إفتتاح المستديرة للمرة المئة منذ أشهر بحضور محافظ عكار، ورؤساء البلديات والاتحاد، يومها أثنوا على عمل الشركة ووعدوا بالمحافظة على المستديرة وتجميلها، ليتبين بعد أشهر قليلة أنهم عجزوا عن تنظيف النفايات فاعتمدوها كمكب!
أين دور الشركة المتعهدة التي تطلب ألوف الدولارات لقاء جمع وطمر النفايات؟ وأين رئيس الاتحاد الذي يسوق طوال الوقت للشركة المتعهدة وهناك تسجيلات تدينه في هذا الاطار؟ وأين محافظ عكار عماد لبكي من الفوضى العارمة في المحافظة، وكيف يقبل أن يكون مدخل عكار وطرقها العامة بهذا الشكل ونحن على أبواب فصل الصيف؟ والارتفاع الاضافي في درجات الحرارة؟ ألم يتعلموا من درس الأمس يوم فتك وباء الكوليرا في أهالي تلك المنطقة، وتسبب بوفاة العديد من الأطفال والأهالي؟ وكيف يرضى رئيس أكبر بلدة في عكار بهذا الأمر، وهنا علمت “سفير الشمال” أن رئيس بلدية ببنين الدكتور كفاح الكسار قد إستقال من منصبه كرئيس بلدية تمهيدا للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، فأي نموذج تقدم الجماعة الاسلامية عن مرشحها في محافظة عكار؟؟؟
واقع بلديات ساحل القيطع يتمدد الى عدد آخر من البلدات وإن بدرجات متفاوتة ولكن الأكيد أن غالبية بلديات عكار ورؤساء إتحاداتها يراكمون المزيد من الاهمال والفساد واللامبلاة تجاه أهلهم وناخبيهم.
Related Posts