ساهم اللقاء الذي إستضافه النائب فريد الخازن في دارته في جونية وجمع وفد من حزب الله برئاسة مسؤول ملف العلاقات مع الأطراف المسيحية الحاج محمد سعيد الخنسا، وعضوية الدكتور مصطفى علي والدكتور عبدالله زيعور، مع ممثل البطريرك الماروني بشارة الراعي مستشاره وليد فياض في تبريد المحطات الساخنة التي أرخت بثقلها على الساحة اللبنانية بدءا من مواقف الراعي العالية السقف تجاه المقاومة وما يشهده الجنوب اللبناني، وصولا الى ما شهده الشارع المسيحي عقب مقتل باسكال سليمان والذي حاول حزب القوات اللبنانية إستثماره في السياسة، ولم يتوان بعض نوابه وكوادره عن التحريض وشحن الغرائز الطائفية وإستحضار مصطلحات الحرب.
اللقاء، لم يكن الأول بعد إنقطاع طويل، بل جاء بعد سلسلة لقاءات واتصالات أجراها الخنسا مع مطارنة وكهنة وشخصيات مسيحية، وقابله البطريرك الراعي بتهدئة واضحة في عظات الأحد التي لم تخل من إدانة الجرائم الاسرائيلية وإعلان التضامن مع غزة وأهلها الصامدين.
واللافت، أن تسريب خبر حصول اللقاء لم يكن من قبل حزب الله، بل كان من جهة بكركي، ما يؤكد رضى البطريرك الراعي على شكله، وعلى مضمونه الذي تشير المعلومات الى انه كان جيدا وإيجابيًا وفيه الكثير من وجهات النظر المتقاربة حيال القضايا الراهنة.
تشير المعلومات الى أن اللقاء ركز على جملة أمور، أبرزها الجنوب وغزة وضرورة وقوف العالم أجمع مع قضية فلسطين ومواجهة الجرائم الاسرائيلية لا سيما في ظل تحرك الطلاب في الجامعات الأميركية في كثير من الدول بعد سقوط القناع الاسرائيلي وتبيان حقيقته الوحشية، فضلا عن دور المقاومة في الجنوب والتصدي لأي عدوان صهيوني لتأمين سلامة لبنان، كما كان نقاش مستفيض حول المبادرات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على لبنان وآليات تطبيق القرار ١٧٠١.
كما تطرق اللقاء الى الأجواء الطائفية المشحونة التي شهدها لبنان مؤخرا، والموقف الهادئ والوطني الذي عبر عنه البطريرك الراعي ما أعاد الأمور الى نصابها وقطع طريق الفتنة على بعض أصحاب الرؤوس الحامية التي كانت تنفخ في أبواقها. وتقول المعلومات، ان النقاش طال أزمة النازحين السوريين، وعرض وفد حزب الله لرؤيته التي تؤيد عودة آمنة للسوريين الى بلادهم ومواجهة القرار الأوروبي بإبقائهم في لبنان، مع رفض أي إعتداء إنساني أو أخلاقي أو ديني خصوصا ان ذلك يدخل في إطار الممارسات العنصرية التي لا يقبلها حزب الله ولا يمكن لأي طرف يتمتع بالمسؤولية الوطنية أن يقبلها، وقد كان تأكيد من ممثل بكركي أن البطريرك الراعي يرفض الاعتداء على أي كان ولا بد من معالجة ملف النازحين وفقا لرؤية وطنية جامعة.
كذلك عرض اللقاء الى موضوع رئاسة الجمهورية وكان تأكيد من ممثل بكركي وليد غياض على ضرورة إزالة كل أسباب التعطيل تمهيدا لاتمامه وإعادة الانتظام السياسي الى لبنان، في حين ذكّر وفد حزب الله بدعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار، لافتا الى أن بعض القوى في لبنان فتحت حوارا مع بعض الدول الاقليمية والدولية، وحريّ بها أن تتحاور مع شركائها في الوطن وفي إستحقاق دستوري يتعلق برئاسة الجمهورية، مع تأكيد وفد الحزب على أنه مع الحوار والتلاقي والتوافق على قواسم مشتركة، مع إصرار على التمسك برئيس تيار المرده سليمان فرنجية كمرشح رئاسي يمتلك قاعدة نيابية صلبة.
وتؤكد المعلومات أن اللقاء بين وفد الحزب وممثل بكركي خلص الى أن لا خيار أمام اللبنانيين سوى الحوار وحفظ بعضهم البعض والتعاون من أجل تأمين سلامة وطنهم بكل مكوناتهم وإتجاهاتهم من دون أن يخرج أي منهم عن مسار الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك.
وتشير المصادر الى أن اللقاء الايجابي في دارة النائب الخازن وما سبقه من لقاءات واتصالات بين حزب الله وشخصيات مسيحية دينية وسياسية يؤكد مضيّ حزب الله رغم إنشغاله في جبهة المساندة الجنوبية بسياسة الانفتاح على كل القوى اللبنانية من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، إلا تلك التي إختارت الانعزال ومحاصرة نفسها بنفسها.
Related Posts