مسجد التوبة في طرابلس.. بناه المماليك وجدّده العثمانيون

لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس وبيروت وكل لبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا.

مسجد التوبة

يشبه مسجد التوبة في هندسته المعمارية الى حد بعيد الجامع المنصوري الكبير، ويعتبر من أهم وأجمل الآثار التاريخية في طرابلس، أمر ببنائه السلطان الناصر محمد بن قلاوون إبن السلطان المنصور قلاوون، في العام 1315 ميلادي، في محلة “الدباغة” قرب خان العسكر.

للمسجد بابان شرقي وشمالي وفيه كتابتان، الأولى عند المدخل الجنوبي للرواق من عهد السلطان المؤيد شيخ المحمودي، والثانية من العصر العثماني أيام والي طرابلس حسين بن يوسف باشا سيفا الذي أعاد تجديد بنائه، وللمسجد أيضا فناء خارجي تتوسطه بركة للوضوء أزيلت منذ سنوات، لكنها ما تزال قائمة على أربعة أعمدة، في حين تقوم المئذنة عند الزاوية الجنوبية الغربية من الرواق.

تعرض مسجد التوبة بفعل موقعه لأضرار بالغة أثناء فيضانات نهر أبو علي التي شهدتها طرابلس مرات عدة وكان آخرها عام 1957، كما أصيب أصابات مباشرة خلال الأحداث الأمنية التي مرّت على طرابلس.

جاءت تسميته بالتوبة وفقا لروايات يتداولها الناس تفيد، أن المهندس الذي أوكل إليه أمر بناء الجامع المنصوري الكبير اختلس من الأموال المخصصة له فجاء خاليا ً من الزخرفةالفنية، وعندما اكتُشف أمره تعهّد للسلطان ببناء جامع آخر، فبنى هذا الجامع المعروف بالتوبة وجاء شبيها ً بالجامع الكبير. وليس فيه من علامات فارقة سوى في مئذنته السداسية الشكل والمبنية بالحجارة الرمليّة وبطراز عسكري دفاعي، وقبابه الثلاث الصغيرة والتي تظهر من الداخل على أشكال الزهور، وساعته الشمسية التي ظهرت مؤخرا خلال أعمال ترميم كانت تجري في المسجد وهي طبق الأصل لتلك الموجودة في الجامع الكبير.

 

 



Post Author: SafirAlChamal