لمناسبة شهر رمضان المبارك وكعادتها يسرّ جريدة ″سفير الشمال″ أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد.. وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني أستراليا..
الجامع المنصوري الكبير
يعتبر الجامع المنصوري الكبير واحدا من أهم وأبرز المساجد في طرابلس (شمال لبنان) وهو بني عام 1294 وشكل المدماك الأول في المدينة المملوكية وتبلغ مساحته الاجمالية نحو ثلاثة آلاف مترا مربعا، وإتخذ إسمه من إسم فاتح طرابلس ومحررها من الافرنج الصليبيين السلطان المنصور قلاوون، وهو لا يزال أكبر جامع في طرابلس القديمة، ويتميز بمئذنته الضخمة المربعة، وبوابته الرئيسية، وبالساعة الشمسية في صحنه لتحديد مواعيد الأذان والصلاة.
ولعل أبرز ما أضيف لمميزات هذا الجامع هو بناء غرفة ملحقة به أطلق عليها غرفة الأثر الشريف، وهذا الأثر هو شعرة من لحية النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهداها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لمدينة طرابلس وقد تم حفظها في الجامع المنصوري الكبير.
شكل الجامع المنصوري الكبير مقرا للعديد من التظاهرات والتحركات الشعبية والاعتصامات والاحتجاجات التي كانت تنظم ضد الانتداب الفرنسي، وبعده وخلال حقبات عدة وصولا الى اليوم.
مئذنة الجامع المنصوري الكبير مكونة من أربعة طوابق، تتضمن نوافذ ذات قناطر رخامية منحوتة ومزينة بأجمل النقوش.
أما البوابة الكبيرة فمصنوعة على الطراز القوطي والى جانبها عامودين رخاميين، وتتوسط صحن الجامع ساحة مستطيلة الشكل في منتصفها بحيرة حجرية للوضوء تعلوها قبة صخرية مرتكزة على أربعة أعمدة رخامية، بينما تكثر الرواقات الحجرية على جوانبه.
يتميز الجامع المنصوري الكبير من الداخل بزخارف الفسيفساء الجميلة وبالآيات القرآنية المكتوبة بأجمل الخطوط العربية التي تتزين بها القبة الداخلية بمنبره الخشبي الضخم، وبمحرابة المصنوع من أجمل فنون النحت الصخري.