تترنّح مفاوضات الهدنة في غزة على وقع المجزرة الجديدة التي ارتكبتها اسرائيل واعترفت بها، وراح ضحيها ١١٢ شهيدا و٧٦٠ جريحاً، كانوا ينتظرون المساعدات في شارع الرشيد في غزة.
وكان المُعوّل أن يدخل ما بات يُعرف بتفاهم رمضان حيّز التنفيذ في العشر الأول من آذار الحالي، غير أن الرئيس الأميركي جو بايدن استبعد تحقيق هذا الأمر، معلنا أن “وقف النار في غزة لن يتم على الأرجح بحلول الاثنين المقبل”، لكنه يظل “متفائلا”.
ولم يعد خافيا أن لبنان يعوّل على هدنة غزة من أجل توظيفها هدنةً مماثلة في الجنوب تبعد عنه شبح الحرب التي تهدد بها إسرائيل مع كل طلوع شمس، وهو ما أكّده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بإعلانه في تصريح سبق كلام بايدن أن “الهدنة التي قد تبدأ في قطاع غزة الأسبوع المقبل ستؤدي إلى مباحثات غير مباشرة لإنهاء القتال على طول الحدود الجنوبية للبنان”.
وعلى الرغم من بعض التطمينات التي وصلت الى لبنان وخصوصا الأميركية منها، لا يزال المستويان السياسي والعسكري في تل أبيب يهددان بمزيد من التصعيد وصولا ألى التلويح باجتياح بري في حال لم تحصل إسرائيل على منطقة خالية من السلاح جنوب الليطاني. إذ اعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي أن الاشكالية في الحل الدبلوماسي المعمول عليه مع لبنان, تتمثّل في أن لا قدرة لإسرائيل على مراقبة حسن تنفيذه لضمان اقامة منطقة آمنة، لذلك امامها حل ثان هو تنفيذ عملية برية واسعة في الجنوب.
مجمل هذا المشهد المعقّد والمائل الى السواد، يدفع واشنطن الى بذل مجهود مضاعف من أجل احتواء التصعيد الميداني الحاصل جنوبا وفي شمال إسرائيل. ويستعدّ المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين لزيارة جديدة، على أن تشمل هذه المرة بيروت بعدما استثناها من زيارتين سابقتين حملتاه إلى تل أبيب.
وبات هوكستين هو المكلّف بصوغ التوازن الرسمي السلبي بين لبنان وإسرائيل من خلال ما بنى من علاقات وثيقة مع المسؤولين، الى جانب ما راكم من خبرات بفعل نجاحه في مهمة الترسيم البحري المشترك.
ولا يُخفى أن هوكستين يسعى إلى توظيف مهمته الميدانية إيجاباً في الأزمة الرئاسية، انطلاقا من أن أي اختراق سواء في غزة أو عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية يُمكن أن يأتي بالفرصة الذهبية التي يُفترض بلبنان الاستثمار فيها من أجل انتخاب الرئيس العتيد.
(ليبانون فايلز)
Related Posts