لبّى رئيس جامعة طرابلس لبنان الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي دعوة كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية وشارك في ندوة حقوقية بعنوان: “حقوق المرأة والطفل بين الإسلام والقانون الدولي الإنساني – غزة نموذجا والتي تحدث فيها أيضا كل من مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي والقاضي الدكتور فوزي أدهم ، وذلك، بحضور عميد كلية الحقوق الدكتور محمد قاسم ونخبة من العلماء والأساتذة الأكاديميين وطلاب الحقوق.
وقد عرض ميقاتي للثوابت الفكرية في قضية فلسطين، مؤكدا أنها قضية حقائق قرآنية إلهية لا أساطير تلمودية وضعية، ونوّه بالقراءة المعمقة للعقلية الصهيونية التي أعدها المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري لجهة احتكارها دور الضحية الدائم في الوقت الذي يمارسون فيه الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
وتساءل كيف يمكن الحديث عن حقوق للمرأة والطفل في الحرب الاسرائيلية إذا كانت العقلية التوراتية التلمودية تستبيح بالنص دماءهما، ثم تقوم القيادات السياسية والدينية الاسرائيلية بتجريد شعب فلسطين من إنسانية الإنسان بشكل صريح مطلع الحرب لتأمين التغطية الكاملة للإبادة الجماعية باعتبارهم “حيوانات بشرية”! ثم باسقاط وصف المدنيين عن غير المقاتلين ، وترويج بعض القادة من السياسيين والأكاديميين والعسكريين وقادة حزب الليكود ومنهم موشي فيغلن لمقولة أنه كما نظر تشرشل إلى أنه لا وجود لألماني غير بريء وغير نازي فأحرق مدينة دريسدن
وكما نظرت الولايات المتحدة إلى هيروشيما ونكازاكي فلم يبحثوا عن ممر إنساني وأحرقوا المدن بمن فيها، كذلك فإنه لا يوجد فلسطيني في غزة غير مدني بزعمهم، فلا استثناء لأي هدف في القصف من مساجد ومستشفيات وكنائس وأفران بل حتى المقابر، مرورا بنزع أجهزة التنفس وحرق تمديدات الأكسجين في المستشفيات وقتل الرضع والأطفال الخدج، وصولا إلى سرقة أعضاء الشهداء من الأطفال والرجال والنساء.
ثم وصولا إلى منع الماء والغذاء والدواء والهواء والكهرباء والطبابة والاستشفاء بعد تدمير كل مقومات الحياة وتنفيذ التهجير القسري الشامل مما يعزز الإبادة الجماعية الممنهجة.
وأكد ميقاتي أن من الخطأ الفادح اختزال حرب غزة بمجرد المطالبة بحقوق المدنيين، والصواب حماية الشعب كله بمدنييه العزّل من السلاح وبالمقاومين الذين يمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن أرضهم وديارهم ومقدساتهم وعوائلهم ومواردهم الطبيعية الغازية والنفطية التي يستبيحها الكيان الاسرائيلي الغاصب وبدأ بتلزيمها في بحر غزة لبعض الشركات الأوروبية ، بالتزامن مع سحق شعب كامل بآلة التدمير الشامل .
كما أكد أن الجريمة الكبرى تكمن في التعامل مع عصابة إسرائيل الإرهابية العنصرية على أنها دولة ثم قبول عضويتها في الأمم المتحدة ثم حمايتها ورعايتها الدائمة بحق النقض رغم جرائمها المشهودة المستمرة، داعيا إلى تغيير جذري في هذه المنظومة الدولية المستعصية على الإصلاح والعدل.
ونوه الدكتور الميقاتي بجهود مؤسس القانون الدولي الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان والذي سبق اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها بثلاثة عشر قرنا من الزمان، وجزم بأن قطع دابر الإرهاب الإسرائيلي
لا يكون إلا بالمقاومة المشروعة والجهاد النظيف لا المغشوش والمشوه، كما حصل في السويس بقيادة الشيخ المجاهد حافظ سلامة وكما حصل لاحقا في حرب اكتوبر التي قادها الفريق سعد الدين الشاذلي رحمهما الله ، في حين أن بقاء قرارات محكمة العدل الدولية معتقلة بفيتو مجلس الأمن لن توقف الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، مترحما على شهداء فلسطين ولبنان الذين ارتقوا جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم .
وختم ميقاتي بإهداء أهل غزة قصيدة تبشر بنصرهم القريب بإذن الله رغم كل الأهوال والتضحيات الجسيمة.
Related Posts