فاجأت العملية الاحترافية التي نفّذها مقاتلو “كتائب القسام” في حي الشجاعية في غزة، جيش الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً أنها أسفرت عن ضربة موجعة جداً أصابته في الصميم، وتركت أثراً مباشراً على ضباط وجنود العدو الصهيوني، لأن الخسارة الكبيرة التي مني بها جيش الاحتلال تعطي إشارة واضحة عما ينتظره في المعارك المقبلة في مختلف أنحاء غزة.
وقد أدت عملية “القسام” إلى مقتل 15 ضابطاً وجندياً من جيش الاحتلال الإسرائيلي وإصابة 21 آخرين بجروح، في حي الشجاعية في قطاع غزة. ومن بين القتلى 5 ضبّاط هم قائد “الفرقة 13” في لواء “غولاني”، المقدّم “تومر غرينبرغ”، وقائد سرية في “الفرفة 13” في لواء “غولاني”، الرائد “روعي ميلداسي”، وقائد سرية في “الفرفة 51” في لواء غولاني، الرائد “موشه أفراهام بار أون”.
ومن بين الضبّاط أيضاً قائد فصيلة في “الكتيبة 51” في لواء “غولاني” النقيب “ليال هايو”، وأيضاً قائد سرية مقاتلين في وحدة الإنقاذ التكتيكية الخاصة (669) الرائد “بن شيلي”، والعقيد “إسحاق بن بشاط”، قائد لواء يفتاح، وكان يعمل كقائد مركز قيادة في لواء غولاني، وهو العقيد الرابع الذي يسقط في المعارك في غزة.
وتقاطعت روايات وسائل الإعلام العبرية على السياق التالي لتفاصيل العملية التي حصلت عند الساعة 4:30 من مساء الثلاثاء، حيث دارت معركة عنيفة استمرت نحو ثلاث ساعات.
وفي حين قالت إحدى الروايات إن دبابات جيش الاحتلال كانت تحاول دخول ساحة تفصل بين 3 أبنية، عندما تعرّضت للاستهداف من مقاتلي المقاومة، فهرب جنود الاحتلال منها ودخلوا أحد الأبنية الثلاثة فوقعوا في كمين “القسّام”.
وفي رواية أخرى أن المعركة وقت بين قوات الاحتلال ومقاتلي المقاومة، منذ لحظة دخول مجموعة من وحدة الإنقاذ الخاصة التكتيكية (669) في جيش الاحتلال إلى مجمع مكون من ثلاثة متجاورة وساحة من اتجاهين، لتفتيش المجمع، حيث عثرت على فتحة داخل أحد مباني المجمع، عندها وقعت القوة في كمين جراء تفجير عبوة ناسفة عند أحد الأبواب، ما أدى الى إصابة 4 جنود وفُقد الإتصال معهم ما أعطى انطباع بأن القوة قد تم أسرها وجرها إلى أحد الأنفاق. وعندما تقدمت قوة أخرى من وحدة الإنقاذ “669” فتح مقاتلو “القسام” النيران باتجاهها، ما أدى إلى مقتل اثنين من الوحدة على الفور.
ودفع جيش الاحتلال بثلاثة قادة مسؤولين عن عدة كتائب لقواته، على رأسهم العقيد إسحاق بن بشاط، بالإضافة إلى جنود آخرين، نحو مكان المعركة “خشية تعرض الجنود للأسر”، وقد برر جيش الاحتلال دفعه لثلاثة قادة بين الجنود من أجل منع وقوع حوادث من نيران صديقة وتنظيم القوات في الميدان.
وتعرضت قوة المقدم تومر غرينبيرغ (35 عاما، قائد الكتيبة 13 من لواء غولاني)، لكمين تم فيه تفجير 3 عبوات ناسفة بمناطق مختلفة ما أدى لمقتل وإصابة 15 ضابط وجندي.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن اثنين من الضباط قتلوا من جراء تعرضهم لإطلاق نار وشظايا، بينما قتل جندي خلال محاولة دخوله إلى المبنى إثر انفجار عبوة خلال محاولة تفجير الباب، وآخر قتل من جراء إلقاء عبوات وإطلاق نار من المبنى، وفي أعقاب ذلك دخل جنود من “غولاني” إلى المبنى بعد خرق الجدار بواسطة صاروخ حيث تم العثور على جثث 4 جنود داخله.
وكان قائد الكتيبة 13 في لواء جولاني المقدم “تومر غرينبرغ”، قال في كلمة له قبل أيام: “تعالوا لنرى من استعد أفضل لهذه المعركة. نحن لدينا رغبة جامحة في الهجوم وقتل أكبر عدد من عناصر حماس”..