محامو الشمال ينتخبون نقيبهم غدا.. السياسة تتقدم!.. ديانا غسطين

ينتخب محامو طرابلس غداً الاحد نقيباً جديداً وعضواً لمجلس النقابة، في معركة يطغى عليها الطابع السياسي على النقابي، وسط خلط للتحالفات السابقة وبروز تقاطعات قد يبدو بعضها غريباً او حتى هجيناً.

ويتنافس في هذه الانتخابات بحسب العرف المتبع في النقابة ستة مرشحين مسلمين لمركز نقيب وهم سامي الحسن، صفوان المصطفى، سعدي قلاوون، ناظم العمر، عبدالقادر التريكي وبسّام جمال وثلاثة مرشحين مسيحيين للعضوية، هم إبراهيم حرفوش، مريانا الباشا وفهد زيفا.
يذكر ان المرشح المسيحي سيحل مكان نقيبة المحامين ماري تراز القوال التي تنتهي ولايتها مع انتخاب نقيب جديد. وفيما ينص القانون على ان تستمر القوال عضواً في المجلس بعد انتهاء ولايتها لمدة عام، الا انها رفضت ذلك، إثر خرق المرشح السابق الى مركز نقيب بطرس فضول العرف يوم انتخبت القوال نقيباً ورفض ان ينسحب على الفور لصالح المرشح منير الحسيني يومها. واثر انسحاب فضول، دونت القوال في المحضر انها حفاظاً على العرف ومنعاً لتكرار خرقه لن تبقى في المجلس بعد انتهاء ولايتها النقابية.
وبالعودة الى سياق المعركة الانتخابية، فقد باتت التحالفات السياسية واضحة اذ يخوض تيارا المرده والمستقبل الانتخابات بالمرشحين سامي الحسن وإبراهيم حرفوش، وسط هجوم شرس على التحالف واتهامه بأنه تحالف منظومة السلطة. في وقت اثبت فيه هذا التحالف فعاليته خلال ولاية النقيبة ماري تراز القوال التي تمكنت وأعضاء المجلس، ورغم صعوبة الظروف، من إعادة النقابة الى الصدارة في مختلف الفعاليات والمحافل على الساحتين الداخلية والخارجية، كما وضعت خطة مالية تمتد لثلاث سنوات تسمح للنقابة بإستعادة عافيتها المالية بعد فترة من التعثر، ناهيك عن ضمان تأمين التغطية الصحية للمحامين المنتسبين وعائلاتهم.
من جهة أخرى، والتزاماً منها بالاتفاق الذي ابرمته مع تيار المستقبل والقاضي بأن يدعم الأخير مرشحيها في انتخابات نقابة المحامين في بيروت، تدعم القوات اللبنانية المرشح الى مركز نقيب المحامين سامي الحسن. اما لمركز العضوية فبات معلوماً فإن للقوات مرشحتها المحامية مريانا الباشا.
توازياً، يحظى المرشح الى مركز نقيب المحامين صفوان المصطفى بدعم كل من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار الكرامة فيصل كرامي. وتؤكد المعلومات ان باسيل لم يعلن عن دعمه العلني للمصطفى الا بعد ان تمكن من انتزاع وعد علني من كرامي بدعم محامي تياره للمرشح الى مركز العضوية فهد زيفا، والذي عادة ما كان مرشح القوات اللبنانية الى انتخابات نقابة المحامين.
وتلفت مصادر مطلعة على الملف الانتخابي النقابي الى ان رئيس التيار الوطني الحر حاول ان ينتزع من كرامي وعداً بمدّ هذا التحالف في نقابة طرابلس حتى انتخابات العام ٢٠٢٥، في محاولة من الأول لحشد الدعم لمرشحه الى مركز نقيب عندها، غير ان كرامي أوقف التفاوض عند انتخابات هذه السنة.
وبات واضحاً ان كرامي تنصّل من وعده لتيار المستقبل بانتخاب مرشحه الى مركز نقيب المحامين، بعد ان كان التيار الأزرق قد اوفى بالتزاماته تجاهه مرتين عبر انتخابه المحاميين نشأت فتال وجمال اشراقية، والمحسوبين على كرامي، لعضوية مجلس النقابة.
بدوره، اصطف النائب اشرف ريفي وراء المرشح صفوان المصطفى مسجلاً حركة اتصالات ملفتة ومتقدمة على حساب تلك التي يقوم بها داعمَي المصطفى الأساسيين.
وإذ أعلن كل من الجماعات الإسلامية واتحاد الحقوقيين الإسلاميين انضمامهم الى تحالف المستقبل والمرده في دعم الحسن وحرفوش، تؤكد مصادر مطلعة على موقف تيار العزم، انه ماضٍ بدعم ترشيح حرفوش، المحسوب على تيار المرده، وذلك على قاعدة ان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه بالدرجة الأولى صديق دائم وبالدرجة الثانية حليف دائم. تاركاً لمحاميه حرية اختيار المرشح الذي يرون فيه مصلحة المحامين لمركز النقيب.
الى ذلك، وفي ظل التحالفات والتقاطعات السياسية، ورغم ان الحسن وحرفوش هما الأكثر حظاً للفوز، لا يمكن ان نغفل عن ان سيناريو فوز مرشحين مسلمين (الحسن والمصطفى) وارد بقوة وبالتالي سيتم عندها خوض دورة انتخاب ثانية على مركز النقيب، ينسحب بعدها الخاسر لصالح المرشح المسيحي الحائز على اعلى عدد من الأصوات.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يكن أي من المرشحين المستقلين قد اعلن انسحابه من المعركة الانتخابية لصالح أي مرشح آخر يحظى بدعم سياسي. ورغم قوة التدخلات السياسية، تبقى كل البوانتاجات والتخمينات عرضة لمفاجآت قد يفجرها صندوق الاقتراع.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal