أسواق عيد الميلاد في زغرتا.. حركة بدون بركة... حسناء سعادة

لا تختلف الاسواق التجارية في زغرتا في الاعياد عن سائر الاسواق في لبنان، فالركود سيد المبيعات، والزبائن الذين كان تعج بهم اسواق زغرتا يتراجع عددهم سنة بعد اخرى، ليس لان السوق لا يلبي احتياجات الوافدين اليه، بل لان الوضع الاقتصادي كل سنة اسوأ من التي قبلها على ما يؤكد التجار الذين يعتبرون ان الحالة متردية وان هناك العديد من المحال التي اقفلت ابوابها لانها لا تستطيع الاستمرار قي ظل تراجع الحركة الشرائية للمواطنين.

زينة واضواء واشجار ميلادية مع حسومات ومعارض لتشجيع اصحاب الحرف والمؤسسات الصغيرة، ومبادرة من جمعية تجار زغرتا الزاوية تجاه زبائن المنطقة لتنشيط حركة الأسواق بالتعاون مع بلدية زغرتا – إهدن واتحاد بلديات قضاء زغرتا ونادي روتاري زغرتا – الزاوية ونادي ليونز زغرتا الزاوية عبر سحب تومبولا على مئات الجوائز النقدية ضمن ″زغرتا العيد″.

الا ان الحركة رغم انها انتعشت قبل الايام القليلة التي تفصلنا عن عيد الميلاد الا انها ليست بالمستوى المطلوب، فالعرض اكبر من الطلب، والبضائع لا تزال مكدسة في المحال، والمواطنون يخبئون قرشهم الابيض لليوم الاسود على ما يقول المواطن جورج يمين معتبرا ان الاوضاع السياسية انعكست على الاوضاع الاقتصادية وان الغلاء وتأمين مستلزمات الحياة الاساسية والوضع المالي الصعب قضى على الطبقة الوسطى التي كانت تنعش الاسواق التجارية، كاشفا انه بات بلا عمل بعد ان اقفلت المؤسسة التي كان يعمل فيها منذ عشرين سنة ابوابها وبالتالي بات عليه الحذر في المصروف وشراء الضروريات لا الكماليات.

من جهته غالب دويهي وهو احد تجار زغرتا يؤكد ان الحركة بدأت بالتراجع منذ سنة 2005 وانها وصلت الى ذروة تراجعها هذه السنة ليس في زغرتا بل في كل لبنان، وسوق زغرتا لا يزال نسبيا افضل من غيره رغم حالة الركود التي تطال كل اسواق المنطقة ″ووضعنا في زغرتا افضل من بقية الاسواق″، معتبرا ان ″السوق تحرك قبل عشرة ايام من الاعياد انما في الماضي كان السوق يتحرك قبل شهر من الاعياد، غير انه منذ العام 2005 تراجعت معظم الاسواق بفعل الاحداث والخضات الامنية وغيرها من الاوضاع التي شهدها البلد، اما اليوم فهناك اسباب اخرى لتراجع الحركة، منها عدم تشكيل الحكومة ومنها غياب قروض الاسكان التي تحرك العجلة الاقتصادية ومنها المضاربة من النازحين السوريين وعدم اتخاذ اجراءات في هذا الاطار من قبل البلدية ما ادى مزاحمة غير مشروعة ومن دون حسيب او رقيب رغم مخالفتهم لقوانين العمل في لبنان″.

ورأى دويهي انه في فترة الاعياد ينتعش نسبيا سوق زغرتا عن بقية الايام لان المواطن الزغرتاوي لا بد ان يشتري مستلزمات اولاده من ثياب والعاب وغيرها رغم الازمة المادية الخانقة التي يمر بها مثله متل معظم المواطنين في لبنان، لافتا الى ان هناك محال اقفلت ابوابها في زغرتا بسبب الاوضاع، وهذه المحال هي مستحدثة ولم تتمكن من الصمود في ظل الازمة الصعبة، لافتا الى انه في السابق كان من الصعب استئجار محل في زغرتا اما اليوم فهناك محال عديدة معروضة للايجار وهذا لا يبشر بالخير، معتبرا ان هناك ايضا تقصيرا من المعنيين ″فمثلا يعض اصحاب المولدات اعتمدوا العدادات وهذا يساعد التاجر فيما غيرهم لا يزال على المقطوعية الشهرية التي لا تناسب اصحاب المحال التجارية كونهم لا يستفيدون من التغذية في الليل رغم انهم يدفعون ثمنها داعيا الى اتخاذ سلسلة مبادرات لدعم التجار بالصمود في ظل الاوضاع الصعبة التي نمر بها.″

بدورها اشارت انطوانيت لطفي الى ان الحركة في تراجع مستمر وان السوق ينتعش في الاعياد انما الركود بات سمة السوق التجاري في زغرتا وان المضاربة من النازحين السوريين باتت غير مقبولة وتحتاج الى حل جذري.

اجراس الميلاد تقرع في المحال التجارية في زغرتا وسانتا كلوز يتربع تقريبا على معظم الواجهات الا ان الحركة لا تزال حتى الساعة من دون بركة الا اذا كان المواطنون ينتظرون الايام القليلة المقبلة لشراء حاجياتهم وتحريك العجلة الاقتصادية في سوق متنوع ومتمايز وغني بمعظم الاصناف التي تعرض بذوق في واجهات جذابة بجماليتها وبالحسومات المغرية التي تعرضها.