فيصل كرامي: إذا خيّرونا بين التمديد والفراغ والستين.. نختار الطائف

رأى الوزير السابق فيصل كرامي أنه إذا خيّرونا بين التمديد والفراغ قانون الستين، فاننا نختار إتفاق الطائف، محذرا من إنهيار شامل قد يصيب لبنان.

كلام كرامي جاء خلال رعايته حفل عشاء  في مطعم دار القمر في طرابلس، للمشاركين في مؤتمر المستشفى الاسلامي الطبي الخامس حول ″الطب وأمراض الأوعية والشرايين الدموية″،  الذي اقيم بالتعاون مع كلية الصحة في جامعة المنار (مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي) وذلك بحضور حشد من الشخصيات والأطباء.

وألقى كرامي كلمة رأي فيها أن مستوى التحضّر والرقي في الدول والمجتمعات يقاس بحجم ونوع الرعاية الصحية التي تقدمها لمواطنيها، مثنيا على الدور الذي تقوم به المستشفى الاسلامي وإدارتها وأطبائها وممرضيها والعاملين عبر إستقبال المرضى بلا أي شروط سياسية أو حزبية أو طائفية أو مالية، لافتا الى أن هذا المستشفى أدى مهمته بنجاح عبر السنين وصار مستشفى كل الناس.

وأكد كرامي أن علة العلل هي الطائفية، وهي العلة المزمنة التي تفاقمت وجلبت معها كل الشرور، وكل الجهل، وكل اليأس، وكل الفساد، ولا قيامة للبنان الا بالقضاء الكامل على الطائفية لعن الله من اخترعها وربّاها وقوّاها، وألهم الله من لا زالوا يتمسكون بها بأن يعوا انها الخطر الأكبر عليهم وعلى كل البنية اللبنانية.

وقال: لقد عزمت على مصارحة اللبنانيين ببعض الحقائق التي قد لا تعجب لا الحلفاء ولا الخصوم في السياسة، لكنها وقطعا حقائق تحفظ الوطن اذا أردنا لهذا الوطن أن يستمر وأن يكون قائما على أسس عصرية متينة وعلى أرض آمنة غير معرّضة للهزات والزلازل المتلاحقة.

الحقيقة الأولى انه لا توجد أية فرصة جدية لبناء لبنان على التحاصص بين الطوائف والمذاهب، وان صيغة العيش المشترك كلها بحاجة الى اعادة نظر تنتشلها من العصور الوسطى وتدفع بها الى القرن الحادي والعشرين، لذلك دعونا نعود الى إتفاق الطائف ونعتمده وصفة انقاذ مرحلية، قبل أن يفوت الأوان.

فالطائف حصر الفكرة الطائفية بتوزيع الرئاسات على 4 مذاهب، الموارنة والسنّة والشيعة والدروز باعتبار أن مجلس الشيوخ الذي ستتمثل به المذاهب سيكون برئاسة درزي، وغير ذلك، كل مبحث طائفي أو مذهبي هو لعب بالنار.

وأضاف كرامي: الحقيقة الثانية التي تفرض نفسها هنا، هي أن المناصفة التي يقرّها الطائف، هي مناصفة تفاهم وتعايش ورقي بين المسيحيين والمسلمين، وليست في أية لحظة مناصفة حفظ حقوق، فحفظ الحقوق من اختصاص المؤسسات والقضاء والعدالة الاجتماعية ولا علاقة لرؤساء الطوائف، لا الروحيين ولا الزمنيين بحفظ حقوق المواطنين. وان وعي هذه الحقيقة يزيل الكثير من الغشاوات والطموحات الجامحة والأحلام المجنونة التي بدأنا نراها ونسمعها اليوم عبر طروحات انتخابية عجيبة ومعيبة تحت شعار حفظ حقوق المجموعات الطائفية.

وبالمناسبة أقول للمسيحيين اللبنانيين أن من يحميهم ويحفظهم وينصفهم ليس الزعيم مع احترامنا لكل الزعماء، وأن تشغيل العداد ليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا كمواطنين، بل إننا نراهن عليهم وعلى وعيهم لاخراج البلد من بدعة التنافس بين السنّة والشيعة، وليس العكس، أي لا نتوقع منهم أن يكرروا لعبة الموت ويصبح الانجاز هو التنافس بين السنّة والشيعة والمسيحيين.

تبقى الحقيقة الثالثة، وهي أخطر الحقائق، لأنها تشكل المفترق الذي سيعبره لبنان خلال أقل من شهر، وستترتب عليه نتائج مصيرية، فنحن حتى اللحظة لا نعرف سوى أن البلد في نفق التجاذبات والطموحات واللااتفاق، فهل سنصل الى التمديد للمجلس النيابي؟، هل سنصل الى الفراغ؟، هل سنعتمد قانون انتخابات يقوم على النسبية؟، هل سنتحايل على مفهوم العيش المشترك ونذهب الى المختلط أو التأهيلي؟، هل سيصبح قانون الستين أمرا واقعا يوقع البلد في الهاوية التي لا قيامة منها؟.

كل هذه الأسئلة لا أحد في البلد يعرف أجوبة حقيقية لها، والمصيبة أن كل الاحتمالات واردة،

واليوم، وحين تضعنا السلطة والقوى الحاكمة أمام 3 خيارات، اما التمديد واما الفراغ وامّا الستين، نقول أننا نختار الطائف، ولكن هل يدرك أهل السلطة ما هم فاعلون بالبلاد والعباد؟

وهل يدركون أن اللبنانيين لن تنفع معهم هذه المرة طاولة حوار أو بيانات تفاهم أو وعود ومواعيد؟، وهل يدركون بأن الشارع سيكون مفتوحا للجميع، سواء أصحاب القضايا والمطالب المحقة أو سواهم من اللاعبين بالنار أو حتى المكلّفين من أجهزة ودول بتنفيذ ما هو أدهى؟

نحن ببساطة على أبواب الانهيار الشامل، وهو يفوق بأشكاله التي سيتخذها كل الحروب والصراعات التي شهدناها واعتقدنا أننا عبرناها بأقل الأضرار.

وأكتفي هنا بالقول بأن الشعب لن يرحم والتاريخ لن يرحم، وأترك للأعزاء الأطباء الحاضرين معنا أن يخبروا الناس ما الذي يحل بجسم عليل أصيب بكل هذه “الاشتراكات”، ولبناننا جسم عليل يحتاج الى العناية الفائقة السريعة والجيدة والصادقة”.

وكان الاحتفال إستهل بكلمة للدكتور وسيم درويش، وتلاه الرئيس الفخري للمؤتمر الدكتور حسان الحسيني الذي تسلم درعا من الوزير كرامي الذي كرم أيضا الأطباء المشاركين في المؤتمر وهم: ماهر دبوسي، جميل عكاري ، جمال حافظ، رائد محمد عثمان، نبيل كبارة، جميل النشار، كرم كرم، بلال كبارة، عمر حلوة وللأستاذين في العلوم التمريضية خليل خليل ومازن لحام.

Post Author: SafirAlChamal