ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وقال: تصادف هذه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان جمعة القدس، كأساس للقبلة الأولى، وهو الشعار الذي أعلنه الإمام الخميني ليؤكد أن القدس ضرورة أخلاقية ووجودية للمنطقة، وأن القبول بإسرائيل قبول بسرطان فتاك، ولا حلّ مع هذا السرطان إلا الاستئصال، واليوم القدس وفلسطين تتعرض لأعظم الجرائم الاستيطانية والإرهابية، وخيارنا المقاومة، ولا يزيل إسرائيل من الوجود إلا المقاومة، والأيام شواهد إن شاء الله تعالى.
وأضاف: يطل علينا عيد الفطر والبلد يسبح بالأزمات القاتلة، والناس تلتهم الجمر وتصبر، لأنها تريد قيامة هذا البلد من جديد، ورغم أن مفتاح الحلول يبدأ بالسياسة، ولكن المؤسف أن البعض يصر على القطيعة السياسية على خلفية بازار خطير، وعليه أن يفهم ويعي أن لبنان بأمس الحاجة للتلاقي والنجدة السياسية، لأن البديل قد لا يبقي من الدولة إلا الآثار والأطلال، فالحل ممكن إن أراد إيماننا بهذا الوطن، ونحن طوائف تعيش شراكة وطنية، ونريد هذه الشراكة ونصر عليها، والمطلوب تسوية رئاسية سريعة تضمن هذه الشراكة، لأن مزيدا من القطيعة السياسية يأخذنا نحو المجهول، والمجهول في بلد كلبنان هاوية، وتاريخ الكوارث اللبنانية شاهد للعيان.
وتوجه للحكومة والقوى السياسية، ولكل متنفذ في هذا البلد بالقول:تداركوا القطاع العام وموظفيه، لأن الدولة قطاع عام، ونهاية الدولة يعني فوضى بل حرب أهلية، يعني بلد على شفير كارثة، والدولة كقطاع وإدارات عامة هي ضرورة وجود للشراكة الوطنية، وكذلك مالية الدولة في هذا المجال رأس الضرورات توازيا مع حماية الأسواق والأساسيات، ولذلك المطلوب تضامن سياسي وطني للانقاذ، والمؤسف أنه غير موجود الآن، لذلك لجماعة القطيعة السياسية أقول: المنتصر بالقطيعة خاسر، ولا بديل عن مركزية الشراكة الوطنية وكل ما دون ذلك خراب.
وعن النزوح السوري اعتبر قبلان أن البلد مهدد بوجوده، لأن النزوح يدمر هياكل البلد، والغرب لا يهمه من لبنان سوى الخيم، والسكوت وترك لبنان بهذه الطريقة ضياع للبنان، والمطلوب انتفاضة وطنية على سياسات الغرب ونفير وطني عابر للطوائف لحماية لبنان بعيدا عن نار العنصرية، وإغلاق البحر يخدم أوروبا وواشنطن ولا يخدم لبنان، ومفوضية اللاجئين تدير خطط حرب شاملة ضد البلد وقوته العاملة وتركيبته السكانية وبنيته التحتية وسلمه الأهلي، وبعض السفارات الغربية أوكار حرب، والغرب يضغط لمنع أي علاقة مع دمشق، وعينه على خرائط النزوح، والقطيعة مع دمشق قطيعة للبنان، ودون علاقة قوية مع دمشق لا حل للنزوح، وللأسف صرنا في زمن نحتاج فيه إلى حماية اللبناني، فيما الحكومة العمياء تصر على رضا الغرب حتى لو طار لبنان.
وختم: للمرة الألف، لبنان بخطر داهم، وإنقاذه يمر بتسوية رئاسية، ومن يصر على القطيعة السياسية يدفع لبنان نحو حرب أهلية لن تبقي ولن تذر.
Related Posts