مركز الشمال للتوحد لم يعد يستوعب المزيد من الأطفال.. والادارة توجه رسالة الى الأهالي… حسناء سعادة

لا يمر يوما من دون ان يتقدم الى مركز الشمال للتوحد سواء عبر الحضور الشخصي او عبر الاتصال الهاتفي اهالي لاطفال متوحدين لتسجيل اولادهم في هذا المركز الرائد شمالا، الا ان قدرة المركز على الاستيعاب تخطت الممكن، ما جعل عشرات الطلبات على لائحة الانتظار، ما كشف ان نسبة الاولاد المتوحدين باتت كبيرة جدا وهذا يستدعي اهتماما من الدولة لانه ان “يكون طفلك لديه توحد أو أي إضطراب آخر ولا تتمكّن من تأمين مكان له ضمن مؤسسة أو مدرسة إنه لمن أصعب الأمور التي من الممكن أن تحصل مع إنسان”. 

لكن للأسف، هذا الأمر يواجهه يومياً عدد هائل من الأهل في كل المراكز والمؤسسات دون استثناء” بحسب ما يقول القيمون على المركز.

وفي هذا الاطار وتحت عنوان “تحية لكل عائلة لم تجد مكانا لولدها في مركزنا” وجه مركز الشمال للتوحد الذي اسسته رئيسة جمعية الميدان السيدة ريما فرنجيه والذي يعتبر مركزا نموذجيا للعناية بأطفال التوحد رسالة قصيرة الى العائلات  التي عايشت هذه التجربة الصعبة.

وجاء في الرسالة: “مركز الشمال للتوحد كغيره من المراكز في لبنان، مؤسسة خاصة، لا تبغى الربح، تأسست إنطلاقاً من واقع صعب وأليم وانكبّ فريق عملها على العمل المتواصل لكي يؤمّن لشريحة كبيرة من الناس حقّها. لكن لهذه المؤسسات قدرة استيعاب محدودة جداً، لا يمكن أن تتخطاها وإلا وقعت تحت عجز كبير يعرّضها للإقفال. إنّ مسؤولية احتضان الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة وتأمين حقوقهم ومستقبل يليق بهم هي مسؤولية الدولة التي تشاركها بجزء منها مؤسسات الرعاية والتأهيل.

من هنا، نود كفريق عمل يواجه يومياً هذا الأمر المرير، توجيه تحية محبة، تقدير واحترام إلى كل عائلة تحتضن ولدها بحب وتعمل المستحيل لتقديم الأفضل له، كما ونوجّه اعتذارنا إلى كافة العائلات التي قصدت مركزنا أو أي مركز آخر ولم تجد مكاناً لولدها. إنّ ألمنا عند إبلاغكم بهذا الأمر لا يمكن وصفه، لكن للأسف هذا واقع نحن مجبرون أن نواجهه وأن نبلغكم به. فأسباب ظهور إضطراب التوحد بشكل كبير جداً ما تزال في الكثير من الأوقات غير معروفة ويتزايد ظهوره، وقدرتنا كمركز محدودة تجاه هذا الواقع، مع العلم أننا نسعى كل جهدنا لزيادة قدرتنا الإستيعابية.

نجدّد اعتذارنا منكم آملين أن تتمكن الدولة في أقرب وقت من تأمين دعم أكبر لهذه المؤسسات التي تلعب دوراً أساسياً لا بديلاً عنه مع هذه الشريحة الكبيرة جداً من المجتمع”.

وتأتي رسالة المركز النابعة من قلب كبادرة اعتذار لان “العين بصيرة واليد قصيرة”، لاسيما بعدما اثبت المركز نجاحاته وتمكن من تحقيق نقلة نوعية في النظرة الى هذا الاضطراب وتمكين صاحبه من التأقلم في المجتمع والمدرسة عبر خطوات مدروسة ورائدة أعطت ثمارها في هذا المجال اذ نجحت كل عمليات الدمج المدرسي لاولاد من المركز، كما نجحت خطوات دمج الاولاد بالمجتمع ما ادى الى دق باب هذا المركز من قبل العديد من الاهالي من مختلف المناطق الشمالية، ما جعله يضيق بالوافدين اليه، حيث يشير فريق عمل المركز الى انه يتمنى لو باستطاعته “استقبال كل الاولاد المتوحدين الذين يتقدم اهلهم بطلبات لقبولهم، لانهم يعلمون جيدا معاناة هؤلاء الاهل وتطلعهم لنيل ولدهم افضل عناية الا ان غرف المركز لم تعد تتسع كما ان الطلبات للانتساب الى المركز تفوق قدرته الاستيعابية”.

Post Author: SafirAlChamal