ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى أن البلد اليوم أصبح داخل الطواحين، المالية والنقدية والمعيشية، ومصيره في غرفة الانتظار، وكل شيء متوقف، والأمور كما يبدو تنذر بالأسوأ، ومن دون أي خرق سياسي كبير البلد يتجه نحو مزيد من الفقر والبطالة والتضخم والفلتان والفوضى، وترك المقاعد الدراسية، والموت على أبواب المستشفيات، والغرق في البحر توازيا مع عملية نهب ووحشية لا سابق لها، تمارسها جمعية المصارف وكارتيل مالي نقدي اقتصادي يمتهن لعبة المحارق المالية المعيشية.
وعن رئاسة الجمهورية، أكد المفتي قبلان أن الإنقاذ الرئاسي ضرورة وطنية لانتشال وطن مطوق بلوبي دولي إقليمي يمارس لعبة القتل صمتا، فلا اقتصاد بلا سياسة، وأي هزة سياسية يعني هزة أسواق ومال ودولار وأسعار وكوارث حياتية. لذلك المطلوب رئيس جمهورية قادر على أخذ قرارات مصيرية، خاصة في موضوع الخيارات الشرقية، وإعادة العلاقات المتينة والأخوية مع سوريا.
واعتبر المفتي قبلان أنه لا يمكن ترك البلد للدولار الأسود، وفوضى الأسواق، ومافيات التجار ومجاميع الغرف، التي تدير عملية تجويع الناس، وتفليت البلد، فضلاً عن الغزوات المكشوفة التي تقودها مفوضية اللاجئين وجمعياتها، والمطلوب جواب علني من السلطة والقوى السياسية. فالانتقام السياسي المالي النقدي من البلد يجري بوتيرة سريعة عبر لوبي دولي تقوده واشنطن، وهذا يفترض أن يكون هناك ردة فعل وطنية قوية ومنسقة.
أما بشأن الترسيم البحري والثروة السيادية، اعتبر المفتي أنه سواء قبل العدو الصهيوني أم لم يقبل، فإن الثروة السيادية البحرية أكبر مصالح البلد وطنيا، وتستحق التضحية بل الحرب لحمايتها، وما تم حتى الآن هو انتصار سيادي لا مثيل له من قبل إلا التحرير، وإذا كان من شكر فهو لكل من له يد في هذه المعركة الوطنية الكبيرة، لا سيما المقاومة التي أكدت مجددا أن السيادة فعل قوة وطنية، وأن لبنان بلا مقاومة ليس له وجود حتى على الورق.
ووجه المفتي قبلان خطابه للحكومة اللبنانية وجمعية المصارف: البلد للأسف أصبح في القعر، والناس تبتلع أنفاسها بمرارة الصبر، ولا بد من حل لأموال المودعين، والاستهتار يحرق البلد، والحل مطلوب من جمعية المصارف والحكومة والمصرف المركزي وليس من الناس والمودعين، ونحن لا نقبل بالفوضى، كما لا نقبل بديكتاتورية المصارف واستبدادها، ورغم أن البلد يحترق نقديا إلا أن المصرف المركزي كما نراه خارج التغطية.
وختم: إذا كان من وصية في زمن ولادة أعظم الخلق وأكبر رحمات الله تعالى، فهي إياكم والتغاضي عن عذابات الناس وجوعها وألمها، والكوارث التي تطحن وجودها ومصير أجيالها، لأن الظلم والفساد وضياع البلد طريق واحد، ولا نقبل بتضييع البلاد، كما لا نقبل بقتل العباد.
Related Posts