كرمت الدائرة الإعلامية في حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين المؤسسات الإعلامية الداعمة للقضية الفلسطينية، في فندق “الساحة” – طريق المطار، بحضور ممثل وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري مستشاره مصباح العلي، ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني مستشاره بهنام خسروي، وكيل الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية الشيخ ناصر الاخضر، مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف وحشد من الإعلاميين.
بدأ الحفل بالنشيدين الوطني والفلسطيني، ثم عرض فيديو حول تغطية الوسائل الإعلامية لمعركة “سرايا القدس” – الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، والتي أطلقت عليها اسم “وحدة الساحات”.
العلي
وقال العلي: “كلفني وزير الإعلام المهندس زياد المكاري ان انقل تحياته إلى منظمي هذه الفعالية الاعلامية الرائدة كونه خارج البلاد، واهتمامه بمبادرة إعلامية طيبة بتكريم نابع من نفوس تؤمن بالحرية و العدالة”.
أضاف: “فلسطين عنوان لحق إنساني جرى التفريط به في حسابات الامم، فباتت لها رمزية في وجدان كل إنسان حر في ارجاء هذا العالم، هي عنوان لوحدة العرب بعدما ساد التشرذم والتردي، كما انها نبراس لحق تقرير مصير الشعوب في ارجاء العالم”.
وتابع: “القضية الفلسطينية، قضية حق لا خلاف عليها ولا لبس فيها، والاحتلال مصيره الدحر والهزيمة. هكذا علمنا التاريخ، لذلك لا ينبغي التباين حول هذه المسألة مهما بلغت التباينات. إسرائيل كيان مصطنع، عبارة عن توحش في الفكر الإنساني واستغلال تغيير استراتيجي في مطلع القرن العشرين، كائن مصطنع في جسد عربي مريض انتج حالة شاذة بإسم جمع شتات اليهود على أرض الميعاد وطرد الفلسطينيين من أرضهم، هي فكرة الاستعمار بطريقة أخرى بعد افول منطق الامبراطوريات القديمة، فأي عدالة هذه وأي قانون دولي يرعى ذلك”.
وقال: “فكرة دولة إسرائيل اساسا، تتعارض مع قيم الرسالات السماوية التي صنعت في هذا الشرق هوية روحانية، فأين إسرائيل من القيم السماوية في محبة المسيح وتسامح النبي محمد؟ وكيف يمكن سلب وسرقة شعب بأكمله وتبرير ذلك بإسم معاداة السامية والاضطهاد الديني؟”.
أضاف: “ليس من خلاف في ارجاء هذا العالم، عن حق الشعب الفلسطيني، وعدم الرهان على الوقت بل المبادرة إلى إعادة هذا الحق إلى أصحابه لان محاولة اقتلاع التاريخ من جذوره محكومة بالفشل المؤكد، فيما نشهد منذ العام 1948 ظلما ليس بعده ظلم مع صمود اسطوري منقطع النظير”.
وتابع: “هنا يستحضرني اقتباس من كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالنيابة عن كامل الدول العربية في تشرين الثاني 1974، حين قال “كما أن للحق والعدالة منطقا، فللحكمة منطقها أيضا”. فلنستمع إليها تؤكّد أنّ العنف قصير الأجل، عاجز عن تأمين سلم صحيح دائم، عقيم إذا ما تصدّى لحقوق الشعوب الأساسية، كما هي الحال بالنسبة إلى شعب فلسطين، أضعف من أن ينال من عزم الفلسطينيين على المقاومة داخل الأراضي المحتلّة أو من تصميم على مواصلة الضغط من الخارج من أجل التحرّر. تلك هي سنّة التاريخ في حركات المقاومة والتحرير”.
وقال: “اسرائيل مارست طوال تاريخها، شتى انواع الإرهاب، قتلت، اضطهدت واغتصب وهجرت واحتلت وتوسعت، لا تزال تبحث عن اطماع جديدة في الغاز والبترول والهواء والأرض والبحر، من هنا ضرورة المواجهة المشروعة عن الهوية والثقافة و الحضارة، كون إسرائيل تسعى في مبرر وجودها نحو إلغاء كل ما يمت بصلة للهوية العربية الجامعة، بل إحياء كيانات دينية مصطنعة تتقاتل في ما بينها، مقابل سطوة صهيونية مقيتة”.
أضاف: “أما عن مبادرة حركة الجهاد الاسلامي في تكريم المؤسسات الاعلامية، فتحفر عميقا في القلب والوجدان كونها تأتي من جهة تستحق كل تكريم نظرا لتضحياتها”.
وختم: “مشكورة جهودكم في التكريم، كون كل الساحات تشهد لتضحيات المقاومين المناضلين، الذين يدافعون عن الأرض والعرض”.
قازان
بدوره، ألقى كلمة المدير العام لقناة “المنار” ابراهيم فرحات الاعلامي محمد قازان، وقال: “العنوان وحدة الساحات الجهادية، الجهاد دائما يكون بالمعنى كالحرب العسكرية ثم يستكمل بالاعلام والحرب النفسية والمقصود ايضا بوحدة الساحات، الساحات الاعلامية متضامنة والدليل اننا نقف اليوم سويا نكرم من قبل المقاومة الفلسطينية ومن قبل حركة الجهاد الاسلامي بينما ما زال الجدل داخل الكيان الصهيوني مستمرا حول جدوى هذا العدوان حيث قامت المؤسسة العسكرية والامنية ضد قطاع غزة”.
أضاف: “طبعا اهمية الحرب الاعلامية لا تخفى عليكم جميعا، سبقنا الشيخ ناصر وايضا الاستاذ ممثل وزير الاعلام، دائما هناك تلازم بين الحرب الاعلامية والحرب العسكرية مند الحرب العالمية الثانية والاولى ايضا، احيانا هذه الحرب النفسية تكمل او تكون انعكاسا للحرب الاعلامية بينما في ميادين المقاومة هي متلازمة معها وتستند إليها وهي التي تكون انعكاسا بطبيعة الحال”.
وتابع: “قناة المنار هي واحدة من هذه القنوات التي دأبت على حمل راية المقاومة منذ انطلاقتها في التسعينيات، ورجع الصدى لفعلها المقاوم وتأثيرها كان في حجبها عن الاقمار الصناعية عام 2004 نتيحة التحريض الصهيوني عليها في المنتديات الاوروبية، وخاصة بعد انتفاضة العام 2000. كان الهدف في ذلك الوقت ان يقال، كما عبر ابي جورج من كبار الباحثين في معهد الشرق الادنى، ان نموذج المنار ينبغي قطع رأسه لا يتم نشوء قنوات اعلامية تضخ الكراهية كما عبر في الوطن العربي ضد الكيان الصهيوني. ونحن اليوم امام العديد من القنوات الارضية الاسلامية المكرمة في آخر معركة للمقاومة ضد الكيان الصهيوني، وهذا دليل ان العقوبات وان الحجب، لا يمكن ان يسكت صوت المقاومة والمقاومة مستمرة على هذا الصعيد في طبيعة الحال”.
وأردف: “المقاومة مستمرة على هذا النهج وافخر بالوقوف امامكم ممثلا ادارة المنار والحاج ابراهيم فرحات، فالمعركة مستمرة ونحن معكم وطبعا عندما يتوقف اطلاق النار يستمر اطلاق النار الاعلامي وهذا يحتم مسؤولية اكبر في معركة التطبيع، في المعركة الثقافية، في معركة الدفاع عن الحقوق لكن دائما يكون الاستناد الى قوة المقاومة والقوة العسكرية. جميعا شاهدنا المشهد المشرف الذي وقفه زميلنا الحاج علي شعيب في مزارع شبعا وخلفه الجندي الاسرائيلي كان يقول الزميل علي، لا يمكن ان اتمثل فخلفي قوة كبيرة. وهكذا كان المقاومون الفلسطينيون يحمون الصحافيين في غزة، لذلك كان العدو الاسرائيلي في بداية المعركة يستهدف مكاتب القنوات الاعلامية والصحافية والمراسلين، لذلك هذا التكريم هو استكمال لعملية المقاومة، استكمال ايضا للحاجة لتوطيد هذه العلاقة بين المقاومة وبين اعلامها”.
وختم: “الشكر بطبيعة الحال لما تفضل به المكرمون في التربية الاعلامية في حركة الجهاد الاسلامي، التحية للشهداء لا سيما شهداء وحدة الساحات على رأسهم القائدان خالد منصور والاسير الجعفري اللذان تعرفنا عليهما من خلال الاعلام الحربي لسرايا القدس، وعرفنا الاهمية الكبيرة التي كان يتحلى بها هؤلاء القادة، وبعد استشهادهما تعرفنا عليهم وتحية ايضا للاعلام الحربي في قناة المنار”.
عودة
وألقى يونس عودة كلمة “اللقاء الوطني الإعلامي” فقال: “في حضرة فلسطين، بسم الله، باسم فلسطين باسم الثورة الفلسطينية، الكلمة التي لا تكون كالرصاصة ملعونة وخائنة. هكذا تعرفنا على فلسطين، منذ نصف قرن، وهكذا شبنا، ولم تغادرنا روح المقاومة، المقاومة والكفاح من أجل فلسطين. في حضرة فلسطين وراية الجهاد في فلسطين، مهما كان الكلام بليغاً، فإن صهيل الصواريخ وأزيز الرصاص، أصدق أنباء من معاجم الكلمات، ومن كل الاتفاقات التي لا تقود الى تحرير فلسطين من النهر الى البحر، من كامب ديفيد الى انفاقات ابراهام وكلها خيانية”.
أضاف: “لا يختلف اثنان على ان القضية الفلسطينية قضية عادلة ولا نختلف على ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي لا يزال يتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد والاحتلال. لقد راهنت العصابات الصهيونية على ترويع الشعب الفلسطيني، وراهن سياسيو الكيان الغاصب المؤقت على اضعاف الذاكرة العربية عموماً والذاكرة الفلسطينية خصوصاً مع استمرار الاحتلال. لقد فاجأنا الشعب الفلسطيني الموجود حالياً في فلسطين المحتلة، وان تكريم الاعلام من أجل فلسطين هو ارفع الاوسمة التي يمكن ان يحصل عليها مناصرو الحق”.
وختم: “كل الحب لفلسطين، كل الجهاد لفلسطين، وكل اعلام شريف هو مع فلسطين”.
خياط
وألقى الاعلامي عماد خياط كلمة رئاسة مجلس إدارة شبكة “الميادين” وقال فيها: “أشكركم على تكريم قناة الميادين إحدى وسائل الإعلام المقاومة لنصرة شعب فلسطين وأهلها ودفاعاً عنها، وهي القناة التي لا تخفي انتماءها وتموضعها الى جانب فلسطين ووقوفها الى جانب المظلوم ونصرة قضيته ونقلها في كل ما يمكنه. ستبقى الميادين صوت فلسطين حتى لو تخاذل المتخاذلون”.
طه
وقال مسؤول الدائرة الإعلامية في حركة “الجهاد الإسلامي” عضو المكتب السياسي الدكتور أنور أبو طه: “من مديري وممثلي وسائل الإعلام الفلسطينية واللبنانية والعربية، نجتمع اليوم لتكريم كوكبة من وسائل الإعلام التي ضحت بالحق الفلسطيني المقاوم في مواجهات سيف القدس ووحدت الساحات غير آبهة بعالم الزيف والتزييف والعدوان الذي يعمل على طمس الجريمة الصهيونية المستمرة في فلسطين، كثير هي الأحداث التي تنقل وبشكل مباشر في الإقليم والعالم، وقد نحتاج لفهمها ولكن الحدث الفلسطيني متى كان في مواجهة المحتل لا نحتاج إلى مزيد لتفسير لجلاء الحقيقة فيه، هو أما فعل إجرام وتذليل وبطش من قبل الاحتلال، أو فعل مقاومة وبطولة وفداء”.
أضاف: “ان الحدث الفلسطيني بوجهه المأساوي والبطولي يظهر الحقيقة في أسطع وأنقى تجلياتها. كما قد يلتبس الصواب والخطأ والحقد والباطل والزيف والحقيقة وكثير من الصراعات والنزاعات في الإقليم والعالم، وكلمة الحدث الفلسطيني بعنوانه الأبرز مقاومة في وجه محتل يختصر الكثير من الجدل فالحقيقة في ميادين الفداء في الضفة وغزة والقدس، وكل بقاع فلسطين لا يمكن تزويرها إلا أزا كانت الكاميرا بلا عين والعين عمياء والضمير مباع بدارهم النفط والطغيان”.
وختم: “إن شهادتكم التي تقدمونها عبر وسائلكم الإعلامية في عصر الفضاء المفتوح لها كبير الأثر في نصرة المستضعفين وتحقيق أهدافهم بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة. أنتم شركاء حقيقون بالمعارك التي يخوضها شعبنا ضد المحتل الصهيوني وربيبته أمريكا والغرب الإمبريالي. أنتم شركاء حقيقون للتصدي للدعاية الصهيونية التي تعمل جهدها في إخفاء الرواية الفلسطينية عند كل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الافتراضي شركاء بصناعة فجر حرية وتكريم الشعوب دمتم أوفياء لقيم الثورة على الظلم”.
دروع تكريمية
بعد ذلك، سلم العلي وأبو طه ومسؤول الإعلام في لبنان خالد أبو حيط الدروع التكريمية لوسائل الاعلام في لبنان.
Related Posts