لم تكن ساعات هذا النهار عاديّة بشأن ملف ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، فخلالها دقّت ساعة الخطوات العمليّة، وبات بحوزة لبنان مسودة لاتفاق أوليّ على الترسيم بصياغة أعدّها الوسيط الأميركي في الملف آموس هوكشتاين.
حتى الآن، أغلب الكلام حول المسودة التي قدمتها اليوم السفيرة الأميركي دوروثي شيا إلى الرؤساء الـ3 ميشال عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري، يتمحور حول نقطتين: الأولى وهي أنّها تضمنت فصلاً تاماً بين الترسيم البحري والبري. أما النقطة الثانية فتشير إلى أن هناك اتفاقاً بعدم انسحاب أي نقطة بحرية يُتفق عليها، على أيّ نقطة برية تؤثر على ترسيم الحدود البريّة لاحقاً.
وفي ظلّ الحديث عن إيجابيّة “أوليّة” بشأن الطرح، تتمحور الخطوة الآنية على دراسة مضمون ما قُدّم إلى لبنان، وهو أمرٌ يرتبط بتدقيق تقني بالدرجة الأولى.
ولهذا، كشفت قناة “الجديد” أن الدولة اللبنانية استنفرت خبراءها الفنيين لدراسة مضمون الرسالة ليُبنى على الشيء مُقتضاه، في وقتٍ قالت القناة أيضاً إنّ الرئيس عون سيدعو إلى اجتماع الإثنين في قصر بعبدا مع ممثلي الرئيسين ميقاتي وبري وخبراء معنيين لمناقشة الطرح والوقوف عند نقاطه القانونية والدستورية.
ووسط ذلك، جاء كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وسط كل تلكَ التطورات البارزة، إذ قال في كلمة له خلال احتفال من بلدة شقرا الجنوبية: “بعد هذه الأشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والإعلامي شاهدنا اليوم تسلم الرؤساء الثلاثة النص المكتوب المقترح لمعالجة هذا الملف، وهذه خطوة مهمة جداً. الدولة هي التي تأخذ القرار الذي تراه مناسبا لمصلحة لبنان في الترسيم ونحن أمام أيام حاسمة في هذا الملف، ونأمل أن تكون خواتيمه جيدة مما سيفتح أفاقا جديدة وواعدة للشعب اللبناني”.
بعد كلام نصرالله، برز كلامٌ لافت للرئيس برّي الذي تحدث عن “إيجابية” بشأن ملف الترسيم، وقال في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “مسودة الاتفاق النهائي حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل إيجابية”، معتبراً أن “تلك المسودّة تلبي مبدئياً المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير للاتفاق البحري على الحدود البرية”.
وأشار إلى أنّ “الاتفاق مؤلف من 10 صفحات وباللغة الإنكليزية ويستلزم درساً قبل إعطاء الرد النهائي عليه، موضحاً أنّ “اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل سيتم توقيعه عند حصوله، في الناقورة عند نقطة الحدود، وذلك وفقاً لاتفاق الإطار”.
بدورها، نقلت قناة “الجديد”، مساء اليوم عن مصادر من بعبدا قولها إن لبنان سيُرسل إلى الأمم المتحدة رسالة رسمية تتضمن موافقته على المقترح الأميركي حول الترسيم بعد دراسته، وكذلك ستفعل “إسرائيل” بشكل منفصل من دون حصول أي توقيع على أي اتفاق.
ووفقاً للمصادر، فإن ترسيم الحدود لم يخضع للمادة 52 من الدستور، بحيث لن يكون هناك أي اتفاقية أو معاهدة مع إسرائيل للتوقيع عليها.
Related Posts