المطران بولس اميل سعاده.. تسعون سنة في رسالة السلام والمحبة

ورحل المطران بولس اميل سعادة عن عمر تسعين سنة زاخرة بالعطاءات والانجازات في سبيل الكنيسة والرعية.
وبرحيل المطران سعادة تتوالى الذكريات عن كاهن ابن كاهن سار على خطى والده فكان رسول سلام ومحبة اينما حل، وكان ناشطاً على كل الأصعدة وله بصمات واضحة في العديد من المشاريع سواء في مسقط رأسه زغرتا او في ابرشية البترون المارونية حيث عاش ردحاً من الزمن.
ليست صلة القرابة ما ربطني على مدى سنوات بالمطران بولس اميل سعادة وان كانت لصيقة، بل صلة الصداقة والمحبة والاحترام، فقد عرفته قبل زواجي وخلاله ولطالما كانت هذه الصداقة مدعاة فخر واعتزاز وفسحة لفشة خلق حول امور راعوية واجتماعية واحياناً سياسية ضمن كرسي اعتراف جامع في منزل شقيقته نورما يزبك كرم مطلع كل صيف حيث يجمعنا، نحن الاعلاميات الزميلات والصديقات اللواتي نتوافق على تقديره لميا نجم شديد وكلاريا دويهي معوض وانا حسنا جعيتاني سعادة، الى طاولة غداء ننهل خلالها من معرفته ومن دقة سرده للاحداث وذاكرته الحاضرة ابداً اكثر مما ننهل مما لذ من اطايب المأكولات التي تشتهر بها منطقتنا والتي تحضرها لنا شقيقته الراقية بمحبة وحسن ضيافة.
لن اتحدث عن انجازات المطران سعادة في زغرتا، لانها سبقت بدء نشاطي الاعلامي، رغم انها كثيرة وعديدة، قد تبدأ بانشاء مستوصف ومستشفى ولا تنتهي بمشاريع صحية وانمائية وعمرانية ولكن سألقي ضوءاً سريعاً على النشاطات التي رافقته فيها اعلامياً في البترون من استعادة هامة مار مارون التي وضعها في دير كفرحي كرسي اسقفيته الذي حوله الى مركز استقطاب وضمنه متحفاً اثرياً وثقافياً وتراثياً الى توقيع كتبه الى تقديمه مكتبته الغنية والمتنوعة الى الجامعة الانطونية في زغرتا وصولاً الى دعاوى التطويب التي حمل رايتها، من دعوى تطويب البطريرك العلامة اسطفان الدويهي الى دعوى الاخ اسطفان نعمه الى دعوى البطريرك الياس الحويك الى ترؤسه لجنة الكشف على جثمان الطوباوي نعمة الله كساب الحرديني والكشف على جثمان القديسة رفقا وصولاً الى تقديماته من عقارات لبناء مؤسسات انسانية وتأسيس رهبانية نسائية الى توأمة ابرشيته البترونية مع ابرشية سان اتيان الفرنسية.
شعرت ولمست عن قرب مدى محبة اهالي البترون ساحلاً ووسطاً وجرداً لراعي ابرشيتهم الذي حول مطرانيته الى خلية نحل والذي كان مُشرعاً ابوابها امام الجميع كباراً وصغاراً ومن مختلف الاطياف السياسية من دون تفرقة حيث لا تزال ترن عبارة زميلتي لميا شديد في اذني حتى الساعة ” احلى هدية قدمتها زغرتا للبترون. المطران اميل سعادة”.
لا تكفي مقالة لتسليط الضوء على هذا الاسقف التسعيني الذي لم يسمح بان يمر يوم من حياته من دون زيادة الوزنات على مر سنواته الكهنوتية التي بدأت من العام ١٩٥٢ اما مرحلة علاقتي الوطيدة معه فقد بدأت يوم كدت اتدحرج من على درج دير مار انطونيوس قزحيا حيث سندتني قبل الوقوع يد مطران زغرتاوي بهي الطلعة اترحم اليوم عليه واصلي من اجل راحة نفسه.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal