رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن “لا حلول قبل الانتخابات النيابية، فالسلطة والمرافق الإدارية والدولة، كلها تعيش حال تقاعد حكومي وإداري، رغم الكارثة الطاحنة على ناسها وشعبها”.
وقال: “بلدنا اليوم من السيء إلى الأسوأ على الإطلاق، وكل كيان مالي وتجاري ونقدي وسلطوي أصبح دولة فوق الدولة. جربنا دويلات النفط والمصارف ومافيات المولدات والمواد الغذائية والأدوية والمطاحن والأفران والمستشفيات والمؤسسات الخدماتية والشركات وغيرها، وجدناها لم تترك وسيلة للاحتكار والجشع والنهب واللعب بالأسعار وإذلال الناس إلا واعتمدتها”.
أضاف: “نحن وأنتم اليوم أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما، إما دولة قوية وعادلة، دولة مواطنة حقيقية، أو دويلات لا تشبع من الجشع والطمع والأنانية والنهب والنهش والفوضى والجريمة والاحتكار وإبادة الناس وإذلالهم. والحل ليس بالطائفية والإقطاعية ومال السفارات ووعودها وخطابات المتاريس والنعرات ولغة الثأر والبكاء على الأطلال والبكاء على أبواب عوكر وتنفيذ أجندة دولار نفطي قذر، بل بالاتحاد الوطني خلف لوائح وطنية لتأمين غالبية نيابية وحكومة قرار سياسي لا تبيع البلد على أول مفترق طريق وتخشى تهويل واشنطن والغرب وأتباعهما، لأن البلد في حاجة إلى قرار سياسي شجاع”.
ورأى أن “إنقاذ لبنان لا يمر بصندوق النقد الدولي المستعمر الجشع، بل بالعروض الإنقاذية سواء من الصين أو غيرها، وهناك سلة عروض كبيرة جدا لإنقاذ لبنان، وواشنطن في المقابل تمنع القرار السياسي عن تمرير هذه العروض”.
واعتبر أن “الحل بأيدي اللبنانيين في صناديق الاقتراع، والمجلس النيابي يشبه الشعب الذي ينتخبه، وأنتم في 15 أيار بين أن تنقذوا لبنان انتخابيا أو تقدموه ذبيحة لمشاريع النفط ولسكاكين عوكر”. وشدد على ضرورة “وضع حد لحركة السفراء الانتخابية المعيبة والمخيبة للآمال، لأن سيادة البلد ملك اللبنانيين لا ملك دويلة السفارات، وعلى وزارة الخارجية وضع حد للعبة الدعس على سيادة لبنان، ومن غير المقبول أبدا أن نترك البلد مسرحا لأوكار السفارات”.
وقال: “دولة بلا كهرباء وخدمات وسيطرة على الأسواق، يعني “ما في دولة”. اليوم البلد غارق بالجريمة والفوضى والفلتان والاحتكار والقرصنة، والناس في أسوأ حالاتها. المطلوب دولة بما للكلمة من معنى على مستوى الخدمات العامة الضرورية، ونحن نعلم جيدا أن هناك قرارا أميركيا باستنزاف لبنان تدريجا، على مستوى النفط والأسواق والأدوية، ودفع البلد نحو الفوضى، ضمن خطط سيطرة ونفوذ لصالح لعبة تمزيق لبنان واستسلامه. وكل آمالنا اليوم على شعبنا وناسنا الشرفاء الذين أقول لهم: إنقاذ لبنان بأيديكم، وواشنطن عاصمة الخراب العالمية، تريد خنق بلدكم واستنزافه. خيارنا السيادي يمر بالمقاومة، بنسختها السياسية. لا سيادة للبنان دون المقاومة. حسم المعركة الوطنية يبدأ بالاقتراع، والثنائي الوطني خطنا وخيارنا لأهم وأكبر معركة وطنية على طريق سيادة واستقلال لبنان السياسي”.
وحذر من “مشروع تصفية أموال المودعين، وأي لعبة تطاول أموالهم يجب مواجهتها بكل الطرق، سواء في الشارع أو غيره، ضد الحكومة والبرلمان والمصرف المركزي وكل من يتآمر على ودائع الناس. التغيير السياسي يجب أن يمر بتغيير السياسة النقدية، واستقلال لبنان السياسي يمر بالسيطرة القانونية القوية على المصرف المركزي ومافيات المصارف، وما بعد 15 أيار لغة جديدة ومنطق جديد إن شاء الله”.
Related Posts