رمضان ″على الأبواب″ وعشية الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم تخطى سعر كيلو اللحوم 70 ألف ليرة والدجاج 23 ألف ليرة أما أسعار الخضار ومستلزمات صحن الفتوش فحدث ولا حرج، هذا الغلاء الفاحش دفع أصحاب الملاحم الى اقفال أبوابهم في وجه الزبائن لحين تحديد السعر وتقديم الدعم من قبل الدولة التي وعدت ولم تف بوعدها كما جرت العادة.
أزمة اللحوم الى تفاقم
داخل سوق الخضار في طرابلس زحمة وأجواء رمضانية بامتياز، الكل يتبضع خوفا من ارتفاع الأسعار لكن داخل محلات اللحوم الطازجة ما من زبائن، بل توجه بعضهم الى بائعي اللحوم المجلدة حيث الكيلو بـ 40 ألف.
وفي هذا الخصوص يقول عضو نقابة اللحوم جمال عثمان: “اذا الله سبحانه وتعالى لم يكرم أهل الخير في الخارج والذين كانوا في السنوات الماضية يرسلون المساعدات في شهر الخير، فان الأمور تسير نحو الأفظع وليس بمقدور الصائم تأمين الوجبة التي تتضمن اللحوم”.
ويتابع: “لا علاقة للدولار بارتفاع سعر اللحوم، انما القضية تتعلق بالدولة والتي طالبتنا ببيع اللحوم على أساس السعر المدعوم 3900 للدولار الواحد، فكان أن قمنا ببيع الأبقار على هذا الأساس الى أن تقاعست الدولة عن الأمر ورفضت توقيع الاعتمادات في مصرف لبنان، فكانت الأزمة الكبيرة بخسارتنا الفادحة وفي المقابل المواطن لا يصدقنا، لكن في الحقيقة المواطن والتاجر في نفس الخندق”.
ورداً على سؤال يقول: “لا يمكننا تقديم المساعدة للمواطن، والدولة ان لم تدعم فالسعر سيتخطى 120 ألف ليرة والكارثة ستغدو أكبر بكثير، الله وحده يعلم ماذا ينتظرنا، كنا نذبح 3 أبقار في الأسبوع اليوم نحن لا نذبح سوى بقرة واحدة فلنتخيل الخسارة اللاحقة بنا، لذلك على الدولة الاهتمام بالمواطن من خلال دعم اللحوم”.
ويختم عثمان: “أتحدى أي بائع لحوم أن يبيع الكيلو الطازج تحت 60 ألف، إلا إذا كان يلجأ الى خلطها مع اللحوم المبردة وهنا أحذر المواطنين من هذه المعضلة، كونهم يقولون لهم بأنه لحم مدعوم، والحقيقة ما من دعم”.
داخل محل اللحوم تقول الحاجة منى: “لا يمكننا شراء أبسط حاجياتنا، وبالطبع شهر رمضان سيمر علينا بصعوبة كبيرة كوننا في البيت 12 شخصا فكيف سنؤمن وجباتنا الغذائية؟ بالكاد يمكننا تأمين وجبة غذاء واحدة في اليوم وهذه الوجبة تكون خالية من اللحوم والدجاج”.
من جهته نزيه حداد بقول: “نحن 9 أشخاص في البيت وأتقاضى في اليوم 35 ألف ليرة ما يعني لا يمكنني شراء كيلو لحمة فكيف سنعيش؟ الفقر يلف أبناء مدينة طرابلس وفي المقابل ما من معيل لهم سوى الله وحده”.
وتقول إحدى الزبونات: “أعتقد أن البعض من المواطنين لا يهتم للغلاء والتاجر يتلاعب بالأسعار وأكبر مثال على ذلك انني اشتريت كيلو الأرز بسعر مرتفع لأكتشف بأنه مسوس مما يعني أن التاجر أخرجه من المستودع ولم يأت به بحسب سعر الدولار المرتفع، لا علاقة للدولة بالغلاء بل التاجر الفاجر وأنا أقول بأن هناك تجار باتوا من الأثرياء بسبب غلاء الدولار”.
الدجاج واللحوم المبردة
هناك الدجاج المبرد أقل من الطازج بـ 3000 ليرة قضية تستحق الاعتماد عليها، تماما كما اللحوم المبردة حيث الكيلو بـ 40 ألف مما يعني فرق شاسع، وأمام هذه المحلات زحمة زبائن ينتظرون الدور للحصول على طلبهم.
ويقول أحد التجار: “الدجاج المبرد أرخص من الطازج، والناس يتهافتون عليه بسبب الوضع الاقتصادي السيء.. بالطبع سفرة الصائم صعبة جداً، وأتوقع الأسوأ بالنسبة للأسعار كون التاجر لا يخاف الله وما من رقابة عليه، وهنا لا ألوم التاجر وانما المواطن الذي لا يقاطع المنتوجات بل يشتريها مهما ارتفع سعرها، نحن شعب نستحق ما نتعرض له من ذل”.
ويتابع: “كل شعوب العالم تحاسب دولتها على اهمالها الا شعبنا ما زال يهتم بنفسه وينسى مطالبته بحقوقه اعتاد الذل”.
والخضار أيضاً الى ارتفاع
داخل الأسواق الشعبية باقة البقدونس بـ 750 ليرة وقد ارتفع سعرها مع قدوم شهر رمضان وكذلك الخس ومواد الفتوش وهي كالعادة أسعارها ترتفع مع بداية الشهر الكريم ثم تعود لتنخفض تدريجيا هذا في الأيام العادية وليس في زمن الانهيار الاقتصادي!!!.
رمضان شهر الخير وطرابلس الأكثر فقرا يشكو أهلها المأساة ويناشدون بتقديم المساعدات في شهر الخير فهل لدى الدولة والجمعيات من حلول؟.
مواضيع ذات صلة: