عقد إقليم طرابلس الكتائبي مؤتمراً صحفياً اليوم الجمعة مع ناجين من عبّارات الموت في طرابلس، للإضاءة على المعاناة التي مرّوا بها بعد أن ضاقت بهم الحياة في وطنهم وعند الهروب منه.
رئيس إقليم طرابلس الكتائبي عزيز ذوق افتتح المؤتمر مرحباً بالحضور في بيت الكتائب التاريخي في طرابلس الذي عاد ليفتح أبوابه من جديد لكل الطرابلسيين من خلال الأنشطة التي يقوم بها، وقال:” نلتقي اليوم لنتحدث عن كارثة إنسانية دمرت اللبناني والطرابلسي بشكل خاص وأجبرته أن يرمي نفسه في المجهول ليتحسن وضعه المعيشي. إن اللبناني فقد ثقته بالطبقة السياسية وبهذه المنظومة التي قذقت به الى المهوار.وبالتالي فضّل إبن طرابلس أي بلد أوروبي على وطنه بعد أن أصبح الفقير غير قادر على العيش في مدينة لطالما عرفت بأنها أم الفقير. أمّا الشباب الذين أرادوا اليوم أن يسردوا تجربتهم البشعة فكانوا أمام المصير الأبشع لولا أشخاص من الإغتراب قاموا بمبادرات فردية وتحديداً جمعية Lebanon Abroad في استراليا.
أضاف ذوق:”ان هؤلاء الشبان باعوا كل ما لديهم من بيوت واثاث وصيغة امهاتهم وزوجاتهم في محاولة لشراء كرامتهم وعيشهم الكريم.واليوم يعقد هذا المؤتمر بغياب اي مسؤول اوجهاز رسمي حتى ان السفارة اللبنانية رفضت اطعام هؤلاء الشبان”.
وقال أحد الناجين:” نحن خاطرنا بحياتنا بحثاً عن حياةٍ أفضل، جمعنا ما استطعنا من المال لننجو من جحيم الأيام التي أوصلتنا إليها المنظومة الحاكمة، وعانينا 4 أيام في البحر حتى وصلنا إلى قبرص”.
وتابع آخر: “عند وصولنا إلى قبرص وضعونا في مخيم كان من المفترض أن نبقى فيه 15 يوماً لإعادتنا إلى لبنان بحسب مدير المخيم، والحياة ضمنه لا تمتّ للإنسانية بِصلة، لكننا بقينا 40 يوماً إلى حين طردنا، ولم نستطع إيجاد عمل كون لا أوراق لدينا ونمنا في الشارع بحيث كنا وحيدين”، مضيفاً: “أحمّل زعامات طرابلس مسؤولية ما حدث معنا، والسفارة اللبنانية في قبرص لم تساعدنا وقالت أنها لا تملك سعر تذكرة العودة إلى لبنان”.
وأردف ناجٍ آخر:”لا بدّ من أن أشكر حزب الكتائب والنائب المستقيل سامي الجميّل وجمعية Lebanon Abroad لمدّ يد العون لنا ومساعدتنا في محنتنا هذه، فهم الوحيدون الذين وقفوا في صفنا، وأدعو الطرابلسيين واللبنانيين أن لا يذهبوا إلى قبرص، فالجمعيات هناك لم تستقبلنا ولم تساعدنا، فقبرص ليست كما يُصوّر لنا بأنها أوروبا، نحن نمنا تحت الأمطار، ونطالب المسؤولين بالتفكير في الشعب لأن أحلامنا بسيطة وهي الحياة الكريمة”.