″الوضع ممسوك داخليا وأي محاولة لزعزعة الاستقرار من أي جهة كانت ستواجه″، عبارة أجمعت عليها قوى سياسية ومرجعيات أمنية وعسكرية، في مستهل حديثها عن التهديدات المتتالية ضد حزب الله، وما يرافقها من ضخ إعلامي هو أقرب الى التهويل، أو ربما لمنع الطرف الاخر من التقاط أنفاسه وبدء عملية الرد المضاد..
يُجمع مسؤولون أمنيون وعسكريون على أن الإجراءات التي بدأت القوى الامنية بتنفيذها عقب استقالة الرئيس سعد الحريري ورفعها من وتيرتها خلال الساعات الماضية، نجحت الى حد كبير في خلق حالة من الطمأنينة في نفوس المواطنين الواقعين تحت تأثير الأخبار والشائعات، وفي نفس الوقت هي بمثابة رسائل حاسمة بأن الرد سيكون سريعا ولن يكون هناك تهاون في التصدي لكل من يحاول العبث بالامن.
على الرغم من إقتناع هؤلاء المسؤولين بأن الحديث عّن ″حرب كونية ″ ضد لبنان مستبعدة في الوقت الراهن، وأن لا قرار معلن باشعال جبهة لبنان داخليا، الا ان ما تقوم به يندرج في إطار الوقاية تحسبًا من اية مفاجآت قد تحصل.
ويبدو ان القوى الامنية قد حددت ما يمكن وصفه ″نقاط الضعف″ فعملت على رفع جهوزيتها على كامل الاراضي اللبنانية وضاعفت ذلك في طرابلس وعكار ومخيم عين الحلوة وفي محيط بعض مخيمات النازحين السوريين.
تشير معلومات الى ″ان الفصائل الفلسطينية قد اتخذت قرار ″النأي بالنفس″ وهي ستعتمد السياسة التي اتبعتها في العام ٢٠٠٥ بالوقوف على الحياد وعدم التدخل بالشؤون الداخلية″.
وتضيف هذه المعلومات: ″إن كل الفصائل بمن فيها حركة فتح التي كان يُخشى من ضغوط بدأت تُمارس عليها إقليميا لفك الارتباط مع حزب الله، سوف تسير بهذا القرار، وهي ستعمل على منع أية محاولة لاستخدام المخيمات لا سيما عين الحلوة، حيث عاد الحديث عن خلاياه وإمكانية دخول أطراف لاستخدامهم وخلق حالة من الارباك في الشارع اللبناني″.
وتضيف المعلومات نفسها: ″إن الفصائل مرتاحة للوضع، لكنها في الوقت نفسه تخشى من أي تطور قد يخلط الامور ويضعها أمام أمر واقع خارج إرادتها أو قدرتها على مواجهته، مع وجود مجموعات مسلحة خارجة عن سلطة الدولة والفصائل″.
وتضيف المعلومات: ″إن الوضع في طرابلس تحت السيطرة والحياة على طبيعتها وأن أبناء المدينة وتحديدا المناطق المصنفة أمنية في التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين يمارسون حياتهم الاعتيادية، ولم تحصل حتى اللحظة أية عمليات إستفزاز على غرار ما كان يحصل سابقا من رفع صور ولافتات وغيرها كانت تمهد دائما لفتح جولة عنف، فضلا عن ان الحركة بين تلك المناطق لم تتأثر، وهو أمر يعطي مؤشرات إيجابية، لكنه يتطلب مزيدا من الوعي وعدم الاسترخاء أمنيا خشية حصول أي طارىء في ظل تسارع التطورات إقليميا وإرتفاع حدة الخطاب السياسي ″.
وتختم المعلومات: ″إن التركيز على مخيمات النازحين السوريين هو أمر طبيعي، ولا توجد معطيات دقيقة عن خلايا نائمة ولكن يُخشى من عمليات إستغلالهم او توريطهم، لا سيما في مخيمات البقاع وتحديدا عرسال″.