كغيرها من المناطق اللبنانية، دخل فيروس كورونا الذي يجتاح العالم الى محافظة عكار وسجل 3 اصابات مؤكدة حتى الان مع الاشتباه بعدد من الاصابات الأخرى جراء الاختلاط والاستهتار الذي يسيطر على بعض قرى وبلدات المحافظة التي لم يلتزم أهلها بالحجر المنزلي وبقرار التعبئة العامة الذي اعلنته الحكومة.
بعيدا عن تفاصيل التعقيم والارشادات وجهوزية البلديات ومستشفيات عكار التي تعاني من ازمات ضخمة، هنالك ما هو اخطر، ويتمثل بالاستهتار واللاوعي لدى بعض الاهالي، حيث يظهر من حالات كورونا الثلاث أن عكار تقع تحت رحمة شائعات تنتشر على مواقع التواصل، خصوصا لجهة ما حصل مع المواطن العكاري نادر المصري من بلدة ببنين حيث شهد ليل الثلاثاء ما يمكن ان يسمى بالكارثة، فقبل صدور نتائج فحوصاته من مستشفى رفيق الحريري الجامعي، تداول بعض الناشطين بخبر مفاده أن صدرت وجاءت سلبية وأن نادر غير مصاب بكورونا، ما ادى الى حالة فرح واطلاق نار ومفرقعات نارية واستقبالات واختلاط بين ابناء البلدة والمصري وكانت المفاجأة في اليوم الثاني بأن النتيجة إيجابية وأنه مصاب بكورونا، ما ادى الى صدمة كبيرة وخوف بين ابناء البلدة، الامر الذي ينذر بكارثة حقيقية سوف تظهر في الايام المقبلة في بلدة ببنين عكار وذلك نتيجة لاستهتار فئة واسعة من الناشطين الذين ينشرون اخبارا غير موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يستدعي الحذر لان الامر لا يحتمل الشائعات.
كل هذه الاحداث والتفلت واللاوعي الذي يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي في عكار لم ينته عند هذا الحد، بل تخطاه الى تفلت شكا منه الكثير من المواطنين الذين لاحظوا التجمعات الشبابية في عدد من البلدات وفتح المحلات والمقاهي ما يضطر القوى الامنية الى مداهمتها واجبارها على الاقفال على مدار الساعة حيث ما ان تذهب الدوريات الامنية حتى تعود المقاهي والمحلات الى تجمعاتها ضاربة بعرض الحائط كل الاجراءات المتخذة من اجل الحد من تفشي فيروس كورونا الذي دخل عكار وبدأ يهدد سلامة ابنائها.
لا شك في ان الوضع الاقتصادي الذي يعيشه لبنان بشكل عام وعلى وجه الخصوص عكار من فقر وحرمان وعوز لا يحتمل فيروس كورونا، كما لا يحتمل الاقفال او التعطيل، لان ذلك سيزيد الأمور سوءاً، وبالتالي فإن عدم الالتزام لدى بعض المواطنين يأتي من الحاجة للعمل لتأمين لقمة العيش، لكن ما لا يعرفه هؤلاء هو أن كورونا لا يعرف وضعا إقتصاديا أو غنيا أو فقيرا، وهو خطير وقاتل وقد أقفل دولا عدة ويهدد الاقتصاد العالمي.
يبدو ان قرار التعبئة العامة الذي اطلقته الحكومة اللبنانية والتدابير المتمثلة بمنع التجمعات والاقفال والعمل ما يزال ناقصا، حيث يجب وفق كثير من المتابعين على الحكومة ان تعمل على تأمين لقمة عيش يحتاجها المواطن اللبناني الذي كان يعاني الامرين في احسن ظروف لبنان، فكيف اليوم في ظل تفشي الوباء والتعطيل القسري.
مواضيع ذات صلة:
-
كورونا ″يختبئ″ بين اللبنانيين.. الكارثة قادمة؟!… أحمد الحسن
-
لبنان يهتز أمنيا.. وقنابل موقوتة لا يعلم أحد متى تنفجر!… أحمد الحسن
-
دياب على خطى الحريري.. كيف ستتعامل عكار مع الحكومة الجديدة؟… أحمد الحسن