..وفعلها برشلونة! في ماتش خرافي لم يتوقعه اكثر المتفائلين، اثبت برشلونة ان لا وجود لكلمة مستحيل في قاموسه.. فرجال لويس انريكه حققوا انتقالا تاريخيا الى دور ربع النهائي في مسابقة دوري ابطال اوروبا حيث اضحوا اول فريق يعوّض خسارة برباعية في الذهاب …
قلب البرسا الطاولة على باريس سان جيرمان في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع، في وقت كان فيه الباريسيون يستعدون للاحتفال، واذ بهم يُحرقون بهدف قاتل بتوقيع البديل سيرجيو روبيرتو من تمريرة طويلة من نيمار ليتأهل الكاتلوني على حساب الباريسي.
مباراة حبست الانفاس حتى دقيقتها الاخيرة، لا سيما في مدرج ملعب كامب نو، المكتظ بالمشجعين، الذين لم يهدأوا طوال المباراة ولم يكلّوا ولم يفقدوا الامل في فريقهم.
باريس سان جيرمان الذي لعب مباراة الذهاب في حديقة الامراء لم يكن هو نفسه أمس، ولكن شاهدنا منه لمحات خاطفة اسفرت عن هدف وحيد لكافاني في الدقيقة ٦٢.
قد يصل البعض الى القول ان المدرب اوناي ايمري ربما اهدى المباراة الى البرسا باعتماده خطة دفاعية ادت الى تراجع فريقه اكثر من المفروض، ما سمح لبرشلونة بالهجوم والهجوم المستمر والمكثف.
كل العيون كانت على ليونيل ميسي الذي اقفلت في وجهه كل المنافذ من خلال دفاع باريسي محكم، فاستلم نيمار زمام الامور وكان رجل المباراة بلا منازع، اذ سجل هدفين احدهما في الدقيقة ٨٨ من خلال ضربة حرة في زاوية مستحيلة، واخر في اول دقيقة من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء احتسبت لسواريز.
كما انه كان السبب في ضربة جزاء سددها وسجلها ميسي في الدقيقة ٥٠ وكان صاحب التمريرة الحاسمة التي سجل منها سيرجيو روبرتو هدف هو الاغلى في تاريخه ، هدف التأهل، وكان انيستا وسواريز قد تكفلا بأول هدفين في المباراة في الشوط الاول بسبب ارتباك باريسي في الدفاع.
اليوم كان الكامب نو حاضنا لفرحة البرسا العارمة، وشاهدا حيا على دموع الباريسيين الحارقة، بالمختصر تأهل برشلونة في وقت لم يتوقع احد هذا السيناريو الدراماتيكي بنتيجة (6ـ1) واثبت ان عزيمة لاعبيه وفنياتهم الفردية والجماعية تجعله منافسا دائما في هذه البطولة العريقة. ولكن بعد نشوة هذا الفوز الساحق والتأهل التاريخي، فان فريق برشلونة مطالب بمراجعة بعض الحسابات ولا سيما بعض هفواته الدفاعية لان الادوار القادمة من دوري الابطال تصبح اصعب واكثر تعقيدا كلما اقتربنا من النهائي.
