اليوم العالمي للغة العربية: ميراثٌ لا يفنى.. نادين شعّار

في الثامن عشر من ديسمبر، تتجلّى معاني اللغة العربية احتفاءً وتكريماً في يومها العالمي.

للغة العربية تاريخها ومجدها وجمالها وأصالتها وعراقتها وسحرها الفريد. إنها لغة البيان والتبيان. منها تنساب بحور الشعر وتنطلق منها بديعات المعاني.

في هذا اليوم التاريخي، لا بد من العودة إلى أصالة لغة الضاد والعمل الدؤوب على تفتيق براعم الإبداع في شجرة تاريخها المجيد. 

في هذا اليوم علينا أن نتضامن على ضخ الروح الحديثة في شرايين هذه اللغة الحضارية، حرصاً على الرصيد الثقافي والعلمي والاجتماعي والفلسفي الذي تمثله. 

كانت اللغة العربية في العصور التاريخية الأولى منبراً لجميع الأمم ومنطلقاً حضارياً وثقافياً في جميع أصقاع المعمورة.

 

لما لا نستنهض في هذه الذكرى، المواهب الفكرية والقرائح الأدبية من كل عربي، كي يساهم في الحفاظ على أصالة اللغة العربية والنهوض بها محلياً وإقليمياً وعالمياً، لكي تحتفظ لغتنا الأم بمكانتها التاريخية، وليظل هذا اليوم وساماً على تاريخها المجيد وحضارتها التي لا تنطفئ شعلتها مهما مرت العصور.

 

إن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل بيت كبير تحتمي به الأجيال، حيث تُنقش على جدرانه قصص الشعوب وحكايا الأمم. كل حرف يحمل عبق التاريخ، وكل كلمة تروي سيرة حضارة امتدت عبر الزمان والمكان. إنها لغة الشعر والنثر، لغة الصوت والموسيقى، حيث تلتقي الصور البلاغية مع عمق الفكرة ورقة المشاعر.

اليوم العالمي للغة العربية هو تذكير بواجبنا نحو هذا الإرث: أن نحافظ عليه ونصونه، ونطوره كي يواكب عصر التكنولوجيا والعلم دون أن يفقد بهاءه وأصالته. يجب أن نعلّم الأجيال حبّها وزرع الشغف بمعرفة غناها الأدبي واللغوي. 

نعم، في هذا اليوم، نعانق حروفنا ونستحضر الأسماء التي خطّت بمدادها صفحات من الإبداع. علماً بأن اللغة ليست ملكاً للماضي وحده، بل مِرآة للمستقبل، ووعاء تلتقي فيه ذاكرة الإنسان وآماله. فلنحفظها بالكلمة الطيبة، وبالكتابة المخلصة، وبالعلم المتجدد؛ فبذلك نحافظ على هويتنا ونمنح لغتنا دوام الحياة والبهاء.

 

 



 

Post Author: SafirAlChamal