خلافاً لكل ما كان متوقعاً، رفعت طهران الراية الحمراء، في إشارة منها للدخول في المرحلة الثانية من مواجهة الاعتداءات عليها لا سيما بعد الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية واستهدفت المنشآت النووية فيها.
فبعد استهداف واشنطن لمواقع اصفهان ونطنز وفوردو، ومطالبة دونالد ترامب الايرانيين بالعودة الى طاولة المفاوضات، جاء الرد الايراني واضحاً بأنه لا تفاوض تحت النار وان عواقب هذه الضربات ستكون “وخيمة”.
ورغم استمرار التهديدات الاميركية والاسرائيلية بعدم وقف الحرب حتى القضاء على برنامج ايران النووي الا ان ثلاث ثوابت لا يمكن نكرانها يجب اخذها في عين الاعتبار. الاولى هي ان استهداف المنشآت لا يعني القضاء على البرنامج خاصة وان الايرانيين عملوا على انشاء وتطوير برنامجهم النووي من دون مساعدة من احد.
الثابتة الثانية هي ان اليورانيوم الطبيعي المستخدم في التخصيب موجود بكثرة في ايران.
اما الثابتة الثالثة فهي ان طهران عملت على افراغ منشآتها من اليورانيوم المخصب قبل الاعتداء الاميركي عليها.
وتلفت مصادر متابعة الى ان عدم مهاجمة الولايات المتحدة الاميركية للبرنامج الصاروخي الباليستي الايراني يدل على ان هذه الضربات هي “لزوم ما لا يلزم” او من باب حفظ “ماء الوجه” الاميركي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتضيف المصادر: يمكن وضع الضربة الاميركية في خانة محاولة تمهيد الطريق امام اعادة فتح باب التفاوض بين طهران وواشنطن.
توازيا، وفي اول رد لها على الضربات الاميركية اقدمت طهران على استهداف قاعدة العديد الجوية الاميركية الموجودة في قطر، ما استدعى اغلاق المجالات الجوية في كل من قطر والبحرين والكويت، وسط تنديد عربي ودولي بما جرى رغم تأكيد ايران الرسمي ان استهدافها للقاعدة الاميركية “اجراء لا يشكل اي تهديد لجارتنا الصديقة والشقيقة قطر”، وسط تضارب في المواقف من الجهة المقابلة، فبينما نقل عن مسؤول اميركي تأكيده ان دونالد ترامب لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري في المنطقة، صعّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من مواقفه مشددا على انه سينهي العمليات العسكرية في ايران عندما تستكمل اهدافها.
الى ذلك، تتحدث المصادر عن ثلاث سيناريوهات محتملة للتصعيد في الشرق الاوسط وهي:
– استمرار الاستنزاف من دون انفجار شامل.
– انزلاق الامور لتتحول إلى مواجهة كبرى.
– التوصل الى تسوية سياسية بوساطات متعددة تؤدي الى وقف المعارك.
اذاً، وسط تخوف من اشتعال الوضع في الشرق الاوسط وذهاب الامور الى ما لا تحمد عقباه، يبدو ان ايران لا تزال تمسك بزمام الامور مع امتلاكها لاوراق ضغط سياسية واقتصادية لم تلعبها بعد، اضف الى قدراتها العسكرية غير المحدودة والتي تمكنها من اطالة امد الحرب.
فهل ستتمكن اسرائيل من استكمال المواجهة ام انها ستزول قريباً؟..