الإفطار الرمضاني السنوي لإتحاد المجالس الإسلامية (AFIC) في أستراليا

أقام إتحاد المجالس الإسلامية
– أفيك برئاسة الدكتور راتب جنيد مأدبة إفطار لمناسبة شهر رمضان المبارك في قاعة Renaissance حضرها إلى جانب المفتي العام لأستراليا الشيخ رياض الرفاعي، والنائب السابق فيليب رادوك، ورئيس بلدية ليفربول السيد ناد منون، لفيف من رجال الدين وشخصيات سياسية وإعلامية وإجتماعية بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء من البلديات
والجمعيات والمؤسسات الخيرية، وقادة الشرطة والأجهزة الأمنيّة، ورؤساء وممثلي عن الأحزاب السياسية والوطنية.

استهل حفل الإفطار برفع أذان المغرب وتلاوة لآيات من القرآن الكريم ثم كانت كلمة

لمفتي أستراليا الشيخ رياض الرفاعي جاء فيها:
“ما أبهى هذا اللقاء، وما أسمى هذا الجمع المبارك، حيث تمتزج الأرواح بالمحبة، وتتحد القلوب على مائدة الخير، تحت ظلال شهرٍ فضيل أرسى فينا قيم الرحمة، ورسّخ في وجداننا معاني العطاء. في هذا الشهر، تنحني النفس إجلالًا لمكارم الأخلاق، وتشرق القلوب بنور الإيمان، وتتجدد العهود على السير في دروب الصدق والإخلاص.
إن اجتماعنا اليوم ليس مجرد إفطارٍ على مائدة طعام، بل هو إفطارٌ على مائدة القيم، حيث تتعانق مبادئ الإنسانية مع رسائل الوحدة، وحيث نُجدّد العزم على أن نكون لبِناتٍ متماسكة في بناء هذا الوطن العزيز. إننا اليوم، رغم اختلاف مشاربنا وتنوع مواقعنا، نجتمع على كلمة سواء، قوامها المحبة، وغايتها الخير، ورسالتها التعاون والتكاتف.

إن التحديات التي تواجهنا كبيرة، لكن الإيمان بقدرتنا على تجاوزها أكبر. وإن اليد الواحدة، وإن كانت قوية، فإن الأيادي المتشابكة أقوى. فليكن هذا اللقاء رسالة، بأننا جميعاً، قادة وسياسيون واعلاميون

وشخصيات ومجتمع مدني، شركاء في مسيرة البناء، أننا نقف معًا صفًا واحدًا، لا تفرقنا المصالح، ولا تباعد بيننا الانتماءات.
وكل عام وكل الناس بخير وغزة بخير وأستراليا وأوطاننا بخير”.

بعد ذلك، ألقى رئيس إتحاد المجالس الإسلامية في أستراليا الدكتور راتب جنيد كلمة باللغة الإنجليزية رحب فيها بالحضور وهنأ الجالية الإسلامية بشهر رمضان المبارك وقال:

لأكثر من 60 عامًا، عملت AFIC بفخر كأعلى هيئة تمثيلية للمسلمين في أستراليا. يمتد التزامنا إلى ما هو أبعد من الدعوة ويركز على الدعم الملموس لنمو مجتمعنا ومرونته. في العام الماضي وحده، لعبت AFIC دورًا فعالاً في تمويل العديد من الأئمة الذين يعملون في المناطق الريفية والإقليمية، وتلبية الاحتياجات الدينية لمجتمعنا الواسع. علاوة على ذلك، قمنا بصرف تمويل كبير مباشرة لمنظماتنا ، وقدمنا لهم المساعدة في مهامهم الحيوية.

لقد كانت جهودنا الدعائية قوية وواسعة النطاق، حيث تناولت قضايا عميقة الجذور داخل مجتمعنا وخارجه من إدانة أعمال العنف والكراهية إلى دعم كرامة الفلسطينيين، كان صوتنا واضحًا وثابتًا. لقد وقفنا ضد الإسلاموفوبيا، وتحدينا الظلم، وسعينا إلى التثقيف والتنوير، وتعزيز مجتمع يسوده التفاهم والسلام. وبينما نجتمع في شهر رمضان المبارك، نتذكر أيضًا بإجلال ضحايا مذبحة كرايستشيرش – وهو حدث مأساوي وكانت عواقبه وخيمة على المجتمع الإسلامي في أستراليا.

وفي عشية اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي أُنشئ لإحياء هذه الذكرى الأليمة، مُذكّرًا إيانا بذلك اليوم الأسود في كرايستشيرش حيث كانت مناسبة تدعونا للتأمل والعمل.

ورغم حزننا وصدمتنا، لم تتوقف الهجمات المعادية للإسلام، بل ازدادت بشكل مُقلق. لقد شهدنا تهديدات لمساجدنا، وهجمات على إخواننا وأخواتنا، وتطبيعًا مُقلقًا للخطاب المُعادي للمسلمين في النقاشات العامة ووسائل الإعلام. وتدفعنا هذه الحوادث إلى مواجهة بعض الحقائق المؤلمة، وهي أن الإسلاموفوبيا لا تزال متجذرة بعمق في مجتمعنا.
وفي الختام أقول إن شهر رمضان المبارك يجب أن يُعزز صيامنا وصلواتنا روح مجتمعنا والتزامنا بالعدالة. ليُجدد هذا الشهر الكريم عزمنا، ليس فقط على الأمل في السلام، بل على العمل من أجله. فلنستمد من صيامنا القوة للوقوف في وجه قوى الكراهية، ولنعمل بلا كلل من أجل عالم يعيش فيه الجميع بأمان وكرامة. يُذكرنا رمضان بصمود الروح الإنسانية، وقوة الجماعة، وضرورة الرحمة. ويدعونا إلى العمل بشجاعة قناعاتنا، ضامنين أن تعكس أفعالنا تعاليم ديننا الأصيلة”.

في الختام تحدث النائب السابق فيليب رادوك كلمة إرتجالية هنأ من خلالها الجالية الإسلامية بشهر رمضان المبارك وشدد على التمسك بروحانية هذا الشهر الفضيل وما يحمله من معان سامية من المحبة والتسامح والتعاون.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal