في مبادرة لإدارة جريدة ″سفير الشمال″ اللبنانية بالتعاون مع مكتبها في سيدني أستراليا تنشر قصيدة اليوم لأحد شعراء الإغتراب في أستراليا وأميركا والمهجر، وذلك للمساهمة في نشرها لقرأئها المنتشرين حول العالم..
كنْ كالنورِ الذي وُلِدَ من رحمِ الأمنيات، تسابقْ مع الفجرِ بشعاعٍ من إصرارٍ، يمزّقُ صمتَ الوديانِ بلطفه.
لا تتوانَ، ولا تُسكِنِ الليلَ طيّاتِ حروفِكَ أو صوتَكَ، ولا تُلبسِ الروحَ حجابًا من أحزان، مرّغْ يديكَ بلونِ الصفاء، وامسحْ وجهكَ.
توضّأْ بنهرِ الفرجِ القريب، فلن يجف أبدًا.
لا تُضِعِ الخارطة، ولا تتَّكِلْ إلا على ربِّ السماءِ، لا على عبيده.
كنْ سيدًا لروحِكَ بلا تردد، ولا تجعلْ ظلالَ الغدرِ تسرقُ منك العطاء.
خَلقنا اللهُ أحرارًا،
فلا تضعُف،
ولا تبتئس،
ولا تنصتْ للبائسين.
في شهرِ النور، طَهّرْ قلبك من أثقالِ الأمس، واغسلْ روحَكَ بنورِ المغفرة، ازرعِ اللطفَ في دروبِ الآخرين، وامحُ من صدرك ضغائنَ لا تزهرُ خيرًا.
اجعلِ المسامحةَ زادَكَ، فالقلوبُ النقيّةُ وحدها تعرفُ معنى السلام.
تخفَّف من حِملٍ طالما أنهكَ روحَكَ.
لا تُبقِ في صدركَ إلا ما يضيء، وامحُ من ذاكرتِك ما حالَ بينكَ وبين الطمأنينة.
صافِحْ الأيامَ بيدِ العفو، ولا تجعلِ الغفرانَ مؤجلًا، فبعضُ القلوبِ تُثقلُها الأحقادُ حتى تُطفِئَ نورَها.
وما الحياةُ إلا لحظةٌ، فكيفَ تضيقُ على قلبٍ يسكنُه الصفحُ، ويحرسُه الرجاء؟
لا يُضعِفُنا الصبرُ على المخادعينَ أبدًا،
بل سننتصرُ عليهم بإرادةٍ من صوّان، فبعدَ الضيقِ، بابٌ للفضاءِ الرحبِ، وبعدَ العسرِ، لطفٌ يفتحُ للقلوبِ نافذةَ الرجاءِ.
هكذا علّمتني الحياة.