ذكر موقع “الإمارات 24” أنّ العالم فوجئ بالاتفاق التاريخي بين الرئاسة السورية بقيادة أحمد الشرع، وبين رئيس قوات سورياالديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي.
ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق لم يكن وليد اللحظة وإنما جاء نتيجة ضغوط سياسية وظروف أسفرت عن إجبار قوات سورياالديمقراطية على توقيع الاتفاق والموافقة على الاندماج في مؤسسات الدولة السورية سواء العسكرية والمدنية وكذلك المشاركة في العملية السياسية وكل مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى دمج كل المؤسسات في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، فما هي تلك الضغوطات؟
ورأى المحلل السياسي السوري الدكتور ملهم الخن، أن هناك دولاً ساهمت في هذا الاتفاق من خلال ممارسة ضغوط سياسية، أبرزها الولايات المتحدة التي ترغب بالانسحاب من سوريا، حيث كانت قسد تعتمد على واشنطن سياسياً ومادياً وعسكرياً، فيما يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامبإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة بالكامل، وبالتالي كان هناك ضغوط لضرورة الاندماج في الدولة السورية الجديدة.
وقال “ليس هناك مبرر في الوقت الراهن لوجود قوات سورياالديمقراطية التي كانت تحارب تنظيم داعش الإرهابي، والآن لم يعد هناك وجود لهذا التنظيم وبالتالي لا حاجة لوجود قوات قسد خارج إطار الدولة السوريةالجديدة.
وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن الضغط التركي أيضاً كان له دور في تعزيز الاتفاق، بعد أن لوحت في أكثر من موقف بأنها ستتدخل عسكرياً إذا لم تنسحب القوات الأجنبية من قسد، وإذا استمرت قسد بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني في استهداف القوات التركية، خاصة في ظل التعاون التركي مع القيادة السورية الجديدة.
وقال إن الاتفاق لم يكن وليد اللحظة وكان يسبقه مشاورات عدة ومباحثات بدأت منذ شهرين، حيث كان يشوب هذه المشاورات بعض الخلافات بين الجانبين حول آلية هذا الاتفاق وكيفية اندماج قوات سوريا الديمقراطية داخل الجيش الوطني والمؤسسات المدنية الأخرى، وكانت هناك مطالب بحكومة فيدرالية للاستفادة من عوائد النفط والغاز في شمال سوريا، وأسفرت هذه المشاورات عن الشكل النهائي للاتفاق والوصول إلى التوقيع بالأمس.
وأوضح الخن أن التوترات في سوريا ارتفعت جداً مؤخراً مما يتطلب تعاوناً بين الدولة السوريةوقوات قسد لتعزيز الأمن والسلم، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري من الأزمات السياسية والانهاك الاقتصادي ويعاني من ضغط بعض الراغبين في الانتصار على الدول السورية الجديدة مثلما حدث في منطقة الساحل السوري من قبل فلول النظام السوري السابق.
(الامارات 24)
Related Posts