ترحيب وتبنّي للخطة العربية لإعادة إعمار غزة

رحّبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا السبت بالخطة العربية بشأن ‏غزة، معتبرة في بيان مشترك أنها توفر “مسارا واقعيا لإعادة إعمار” ‏القطاع‎.‎

وجاء في البيان الصادر في برلين عن وزراء خارجية هذه الدول أنه “في ‏حال تنفيذها” فإن هذه الخطة تعد “بتحسن سريع ودائم في الظروف ‏المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة” جراء الحرب بين ‏إسرائيل وحماس‎.‎

منظمة التعاون الإسلامي

كذلك، تبنّت منظمة التعاون الإسلامي فجر السبت في اجتماع طارئ ‏لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير ‏الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.‏

وجاء الاجتماع الوزاري للمنظمة التي يبلغ عدد أعضائها 57 دولة، بعد ‏ثلاثة أيام من تبني الجامعة العربية للخطة التي قدمتها مصر خلال قمة ‏في القاهرة.‏

وتلحظ الخطة التي صاغتها القاهرة إعادة إعمار غزة دون تهجير ‏الفلسطينيين مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع.‏

وجاء في بيان صباح السبت أنّ منظمة التعاون الإسلامي “تتبنى ‏الخطة… بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة”.‏

وأضافت المنظمة التي تمثّل دول العالم الإسلامي أنها “تحث المجتمع ‏الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على تقديم الدعم اللازم ‏للخطة بسرعة”.‏

وأثار ترامب صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة ‏الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها ‏إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 ‏مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.‏

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لوكالة “فرانس برس” ‏بعد الاجتماع “بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية أن يتبنّى الاجتماع ‏الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية… التي ‏أصبحت الآن خطة عربية إسلامية”.‏

وأضاف أنّ الخطوة المقبلة تتمثّل في أن “تكون الخطة خطة دوليّة، من ‏خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية كاليابان وروسيا والصين ‏وغيرهم للخطة… هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل ‏الأطراف بما في ذلك الطرف الأميركي”.‏

وتحدّث الوزير عن اتفاق بشأن كثير من المسائل الجدلية خصوصا من ‏يتولى حكم القطاع بعد الحرب بين إسرائيل وحماس.‏

وقال عبد العاطي “هناك توافق على تشكيل لجنة مؤقتة لا تنتمي لأي ‏فصيل تتكون من شخصيات تكنوقراط من قطاع غزة تتولى إدارة القطاع ‏وتسيير الامور الحياتية بشكل مؤقت لمدة ستة اشهر على أن يلي ذك ‏تمكين السلطة الفلسطينية لتولي ادارة القطاع”.‏

ونصّت الخطة التي أقرها القادة العرب في قمة القاهرة، على عودة ‏السلطة الفلسطينية إلى القطاع الذي طردتها منه حماس في 2007، ‏واستبعاد الحركة عمليا من إدارته.‏

ورفضت إسرائيل هذه الخطة.‏

وأكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف أنّ “هناك اتفاقا تاما ‏بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية”.‏

وتابع “كان هناك بعض المواقف التي تطالب بتشدّد أكثر تجاه إسرائيل، ‏وهذا ليس اختلاف ولكنه طلب بمواقف أقوى”.‏

‏”رؤية مشتركة وواقعية” ‏

ورغم الدعم العربي وما تلاه من دعم إسلامي، قالت وزارة الخارجية ‏الأميركية الخميس إن الخطة المصرية بشأن غزة “لا تلبّي تطلّعات” ‏ترامب.‏

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين إن ‏الاتفاق المقترح “لا يلبي الشروط ولا طبيعة ما يطالب به ترامب”، ‏مضيفة أنها “ليست على قدر التوقعات”.‏

وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون ‏الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمته الافتتاحية “دعم الخطة العربية”.‏

وأعلن “دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، ‏مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية ‏مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي ‏اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق ‏رؤية حل الدولتين”.‏

وحذر طه من “خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة ‏لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين”.‏

ودعا رئيس وزراء وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى “الأشقاء ‏لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي ‏والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال”.‏

‏”فترة حاسمة” ‏

وكان محللون أفادوا “فرانس برس” بأن منظمة التعاون الإسلامي مستعدة ‏لدعم الخطة العربية كبديل من طرح ترامب.‏

وقالت دبلوماسية باكستانية لوكالة “فرانس برس” في مقر اجتماع ‏المنظمة “إنها فترة حاسمة، والعالم الإسلامي بحاجة إلى أن يظهر متّحدا ‏قدر الإمكان بمواجهة الخطة الأميركية”.‏

ويُتوقّع أن يعطي تبني المنظمة الإسلامية زخما للخطة التي “تحتاج ‏مصر إلى دعم واسع النطاق لها”، بحسب الخبيرة في مركز “الأهرام” ‏للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام.‏

وقالت إنّ القمة تهدف “لمحاولة بناء تحالف موسع يرفض التهجير”، ‏مضيفة أن الدعم الواسع أمر بالغ الأهمية للترويج لمثل هذا الحل أمام ‏‏”الأميركيين والمجتمع الدولي”.‏

وَحَّدت خطة ترامب الدول العربية في شكل نادر، إذ استضافت السعودية ‏أيضا قمة عربية مصغّرة قبل أسبوعين لمناقشة البدائل.‏

وأشار عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية في جامعة ‏برمنغهام البريطانية، إلى أنّ اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة ‏سيؤكد “الدور السعودي… ويعبّر بشكل أكبر عن الوحدة داخل العالم ‏الإسلامي”.‏

وأضاف “ستكون الدول الإسلامية الأكبر مثل إندونيسيا وتركيا وإيران ‏حاضرة هناك، وتأييدها سيضيف مزيدا من الزخم إلى الخطة العربية”.‏

كذلك، أعلن القادة العرب في القاهرة إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة ‏إعمار قطاع غزة المدمر، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه ‏لتسريع هذه العملية.‏

والجمعة أيضا، أعادت منظمة التعاون الإسلامي عضوية سوريا التي تم ‏تعليقها عام 2012 في وقت مبكر من الحرب الأهلية إبّان حكم بشار ‏الأسد.‏

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان “يمثّل هذا القرار خطوة هامة ‏نحو عودة سوريا إلى المجتمعين الإقليمي والدولي كدولة حرة وعادلة”.‏


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal