خاص – سفير الشمال
تدهورت الأوضاع الأمنية في محافظة اللاذقية وصولا إلى القرى والبلدات السورية ذات الغالبية العلوية المحاذية للشريط الحدودي مع لبنان، وإنعكست توترا في الداخل اللبناني لا سيما في عكار التي إنقسمت بين مؤيد للقيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وبين منهمك في إغاثة أقرانه من السوريين أو اللبنانيين المقيمين عند المقلب الآخر من النهر الكبير الجنوبي.
وجد النازحون أنفسهم مجبرين مع ساعات الظهيرة الى عبور النهر سيرا على الأقدام خوفا على عائلاتهم من الفتنة المذهبية التي أطلت برأسها عقب الثورة المضادة التي خاضتها بعض البلدات في محافظة اللاذقية وأدت الى ردة فعل عنيفة من قبل القيادة السورية التي أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة وقامت بالتصدي لها ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الأهالي.
منذ ظهر أمس، وبلدات السماقية، حكر الضاهري، المسعودية والحيصة تستقبل مئات النازحين الهاربين من نار الفتنة المذهبية في سوريا، حيث غصت بهم الشوارع والمنازل القائمة عند النهر الكبير الشمالي، كما عمد عدد كبير منهم الى التوجه الى أقاربهم المقيمين في جبل محسن في طرابلس، حيث شهدت تلك المناطق حالة إستنفار قصوى للإهتمام بالنازحين وإغاثتهم وتأمين المأوى لهم.
في المقابل عم التوتر منطقة وادي خالد الحدودية بفعل قيام شبان مسلحين بتصوير فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنوا فيه الاستنفار العام وأكدوأ نصرتهم لـ”هيئة تحرير الشام” ومؤازرتها عسكريا، في أي منطقة كانت وضد أي طائفة يمكن أن تتعرض لها، الأمر الذي أثار حفيظة فاعليات ووجهاء المنطقة الذين أصدروا بيانا شديد اللهجة ضد أي شكل من أشكال الظهور المسلح في الوادي، وضد دخول أية مجموعة من فلول النظام السابق إلى لبنان.
وشدد البيان على الإلتزام بسلاح الشرعية اللبنانية المتمثل بالجيش اللبناني والقوى الامنية كافة، وعلى رفض حمل السلاح من أي فئة او أي شخص كان.
وشدد الوجهاء والفاعليات على أن وادي خالد لن تكون خاصرة رخوة للدولة السورية الشقيقة التي نتمنى لها الامن والامان بقيادة الرئيس احمد الشرع. مؤكدين أن دور وادي خالد هو الوقوف خلف الجيش اللبناني بضبط الحدود من عبور مخربين أو أسلحة لفلول الأسد أو من والاهم.
فيديو الشبان المسلحين في وادي خالد لم يمر مرور الكرام، بل تعاطى معه الجيش اللبناني بقوة وحزم، حيث دهمت قوة عسكرية تؤازرها دورية من مديرية المخابرات منازل بعض المسلحين في منطقة العماير – وادي خالد وأوقفت كل من (ا.ب) و(ر.ب.) وضبطت أسلحة وذخائر حربية. كما أوقفت وحدة عسكرية أخرى عند حاجز حنيدر – وادي خالد المواطن (ه.ح.) أثناء محاولته نقل أسلحة وذخائر حربية من الأراضي السورية إلى الداخل اللبناني بواسطة آلية من نوع فان.
من جهته ناشد مختار بلدة حكر الضاهري علي العلي الدولة اللبنانية التحرك فورا لاغاثة النازحين خصوصا أن غالبيتهم من اللبنانيين المقيمين في سوريا، لافتا إلى أن الوضع مأساوي وعلى الدولة أن تتحرك فورا لحمايتنا وإغاثة المواطنين.
في غضون ذلك إتهم عدد من النازحين “هيئة تحرير الشام” بقتل الأبرياء المدنيين، لافتين الى أن أعدادا هائلة في طريقها الى لبنان هربا من العنف المستشري، ومؤكدين أنهم يريدون العيش بأمان وليس لديهم أي علاقة بأي فصيل تابع للنظام السابق.
إذا، هي فتنة جديدة في سوريا تؤسس لنزوح جديد من شأنه أن يرهق كاهل لبنان أكثر فأكثر، خصوصا أن الواقع القائم يضاعف من المخاوف مما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات أمنية، خصوصا أن الأوضاع في سوريا لا تزال غير مستقرة ومرشحة لمزيد من التصعيد في ظل النفوذ الدولي والاقليمي والعربي المتمادي فيها، والذي قد يجعل مستقبل سوريا ووحدة أراضيها في مهب الريح، الأمر الذي سينعكس سلبا على لبنان وتحديدا الخاصرة الرخوة في البلدات الحدودية.
Related Posts